سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وداد قلعة السراغنة.. قضى موسمين في قسم الأضواء ويبحث اليوم عن الخروج من عتمة القسم الثالث كان أحد أضلاع القسم الثاني ولعب ثمن نهاية كأس العرش وجاء المدرب فونتين يطلب ود لاعبه التيباري
هي فرق ذاع صيتها، فازت بألقاب وتربعت يوما على عرش البطولة الوطنية، لكنها الآن أصبحت نسيا منسيا.. «المساء» تدعوكم إلى التعرف على أندية وطنية، تسكن أرشيف الرياضة المغربية، لا يذكرها البعض إلا في مناسبات قليلة.. فرق كانت مصدر فخر لجمهورها، وقدمت للمغرب أسماء لاعبين كبار موهوبين، ساهموا يوما في صنع مجد الرياضة المغربية.. لكنها بعد سنوات تألق، توقف نبضها، وصارت في خبر كان، وأصبح الحديث عنها أشبه ب«حجايات» جميلة نحتاج معها إلى صيغة الماضي، «كان يا ما كان».. لنبدأ حكاية فرق عزت ثم هانت.. لا يعرف الكثير من أبناء هذا الجيل أنه كان بمدينة قلعة السراغنة فريق لكرة القدم بالقسم الثاني، وأنه كانت تزور المدينة أندية كبيرة لتقديم الاحتفالية لكل السرغينيين، ولايعرف بعض المهتمين أن الرقم التسلسلي للفريق في جامعة الكرة هو 45، وأن الفريق يعد واحدا من أقدم الأندية الرياضية ببلادنا، ولكن التاريخ يحتفظ للفريق في سجله الرياضي باسمه الرياضي وتاريخ تأسيسه ومنجزاته. بدأ الفريق أولى خطواته في بداية خمسينيات القرن الماضي، فقد كان للمدينة موعد مع التاريخ، كان لابد أن يصبح لها فريق رياضي تحلم معه بإنجازات، فريق تلهج بذكر اسمه في المناسبات الرياضية الكبيرة. لم تتأخر ولادة الفريق الذي سيضم حينها لاعبين فرنسيين ومغاربة، وسيعرفه الجمهور باسم «الفتح السرغيني» قبل أن يصبح اسمه «وداد قلعة السراغنة» الذي يعرفه به الجميع في سبعينيات القرن الماضي. كانت البداية رائعة في عصبة مراكش، لعب الفريق في القسم الثالث، وشرع في البحث عن تحقيق حلم الصعود إلى القسم الثاني، كان الطموح كبيرا، وكانت الساحة الرياضية تعج بفرق قوية، ويكفي أن نذكر فريقا منافسا كالكوكب المراكشي بنجومه الجلايدي والخالدي ومولاي الحسن، الفريق الذي فاز بكأس العرش ثلاث مرات. وكان لزاما على الفريق السرغيني أن يرمم صفوفه بلاعبين قادرين على رفع شعار التحدي في وجه أندية أخرى منافسة. في موسم 81/82، قاد المسير رحال بنربيعة الفريق إلى تحقيق واحد من أحلامه الكبيرة، جاء بالمدرب مصطفى بلماحي الذي سيهىء فريقا قويا لكسب رهان الصعود إلى القسم الثاني، وهو ما تمكن من بلوغه رفقة تركيبة جيدة من اللاعبين الموهوبين، كان هناك الحارس صفي الدين والبحري، والعروسي والفراجي وحميد بكار والإخوان العنبري وعبد الرحمان دنون.. استطاع هؤلاء اللاعبون أن يدخلوا الفريق إلى التاريخ، ونجحوا في مباراة حارقة في هزم الكوكب البيضاوي بمدينة خريبكة في شهر رمضان، وكان الصعود هدية العيد لجمهور قلعة السراغنة.. يتحدث الحاج العربي مصطفى، اللاعب السابق في الفريق عن تلك المرحلة بنوع من الفخر: «لقد شكل صعود وداد قلعة السراغنة للقسم الثاني حدثا رياضيا لم يتكرر، فقد عاشت المدينة احتفالا كبيرا لايزال عالقا بذاكرة العديد من أبناء المدينة، وكان من حقنا أن نفخر بفريق تمكن من أن يجلب إليه إعجاب جمهور كبير لم يبخل عليه يوما بالتشجيع، توفرت حينها كل الإمكانيات لكي يفوز الفريق ويصعد إلى جانب فرق كبيرة في القسم الثاني، وتبدأ مغامرة البحث عن الوصول إلى القسم الأول، وأصبح من حق مدينة قلعة السراغنة أن تتغنى بفريقها، وكان الحديث بلغة الكرة». كان فريق وداد قلعة السراغنة يفخر بدوره بلاعبه الفاطمي التيباري الذي لعب أيضا لحسنية أكادير، والذي جاء المدرب فونتين يبحث عنه يوما لتعزيز صفوف الأسود، لقد كانت للفريق بصمته في كرة القدم الوطنية. في موسم 83/84، سينتهي الحلم سريعا داخل القلعة، غير الفريق بعض لاعبيه، وسيعود من حيث أتى، كان الحزن شديدا في الوسط الرياضي السرغيني، فكيف انتهت المغامرة في بدايتها، كان البعض يملك إجابات كثيرة عن سؤال كهذا، كان لابد من دعم الفريق لكي يظل صامدا بين الكبار، ولكنه للأسف الشديد سقط إلى قسم الهواة، وتوقف نبض الطموح فيه، وأصبح الفريق ينشط دورات بطولة صغيرة طيلة سنوات كثيرة، ولم يحقق أشياء تذكر، وأصبح البحث عن الصعود إلى قسم الهواة أمرا ممنوعا على الوداد. في موسم 2009/2010، أصبح حسن لحمادي رئيسا للفريق، جاء الرجل يحمل حلما كبيرا بكفيه، جاء للفريق بلاعبين جدد وبمستشهرين وعزز صفوفه بالمدرب محمد كبير، وكانت بداية البحث عن نقاط العبور لقسم الهواة، وهو الرهان الذي كسبه الفريق، بعد مباريات ماراطونية في بطولة شاقة جدا. لكن الفريق ما لبث أن عاد إلى القسم الثالث، وتعاقب على تسييره مسيرون آخرون، تغيرت الوجوه داخل الفريق لكن نتائجه لم تتغير وبقيت دار لقمان على حالها. لعب وداد قلعة السراغنة مباراة ثمن نهاية كأس العرش وخسرها أمام فريق الكوكب المراكشي، ولعب يوما بالقسم الثاني لكن حبل الود انقطع بين الفريق وبين أقسام البطولة الكبيرة، فمن يخرج الفريق من قسم رياضي ثالث متواضع الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود؟