استبعد خبير عسكري وجود رابط بين المناورات العسكرية الضخمة،التي تخوضها القوات المسلحة الملكية المغربية بمنطقة أم دريكة التي تقع بين السمارة وبوجدور، وعزم جبهة البوليساريو تعزيز بنيتها التحتية بمنطقة تفاريتي. وأوضح محمد بنحمو، مدير المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، أن هذه المناورات التي تشارك فيها عناصر من البحرية الملكية وفرق المدرعات وقوات الجو،يتوخى من ورائها الرفع من درجة التأهب وتعزيز القدرات الدفاعية لهذه القوات. ويبقى الهدف من هذه المناورات، التي استعملت فيها أسلحة متطورة تم اقتناؤها مؤخرا من كل من فرنسا وأمريكا وروسيا واسبانيا، هو مواجهة التهديدات الجديدة التي باتت تعيش على إيقاعها منطقة الساحل الإفريقي وتنامي الحركات المسلحة وتحالفها مع عصابات الجريمة المنظمة. وأوضح بنحمو في تصريح ل«المساء» أن المغرب صار يواجه في الآونة الأخيرة نوعين من التهديدات مرتبطة، من ناحية بعمقه الاستراتيجي الممتد من شمال إفريقيا والمطل على الساحل الأفريقي، حيث تعتبر هذه المنطقة رمادية تبقى أجزاء منها غير خاضعة لأية سلطة أومراقبة الدول، مما يزيد من حيوية ونشاط الجماعات المسلحة وشبكات الهجرة السرية والعصابات المنظمة. ويشير بنحمو إلى أن المناورات العسكرية التي تجريها عناصر الجيش المغربي بين الفينة والأخرى يكون الهدف من ورائها هو مراقبة هذه المساحات الشاسعة التي تستعملها شبكات الهجرة السرية ومافيا التهريب، إلى جانب القيام بتمارين عسكرية تجعل الجنود المغاربة على أهبة الاستعداد لمواجهة أي خطر محدق. وبخصوص استعمال عناصر الجيش، خلال هذه المناورات الأخيرة لأسلحة متطورة مثل الدبابة الأمريكية من الجيل الجديد إم.60.أي، أوضح بنحمو أن الهدف من التدريب على هذا العتاد الحربي الجديد هو الرفع من القدرات القتالية لعناصر الجيش وليس بالضرورة رسالة معينة لطرف معين. مشيرا في السياق ذاته إلى أن القوات العسكرية في أي بلد معين هي ملزمة بين الفينة والأخرى بالقيام بمناورات تمكنها من امتلاك إستراتيجية دافعية متقدمة تستشرف الأخطار قبل وقوعها. واعتبر بنحمو، بالمقابل الأعمال، التي تصاحب هذه المناورات المتعلقة بترميم الجدار الأمني مسألة طبيعية، نظرا لما تعرض له هذا الجدار الذي مرت على تشييده عشرات السنين من تصدعات حيث تبقى مسألة ترميمه ضرورية حفاظا على سلامته وعلى دوره الاستراتيجي. وأوضح الخبير الاستراتيجي أن الرسائل المشفرة الوحيدة، التي تراد من هذه المناورات هي مواجهة كل أشكال التهديدات التي تتربص بالتراب الوطني. مضيفا في السياق ذاته أنه خلال المرحلة الأخيرة تغير عدد من المفاهيم العسكرية بما فيها مفهوم الدفاع ومفهوم العدو، الذي لم يعد بالضرورة دولة معينة كما تغيرت وظيفة الحرب التي لم تعد هي الأخرى تنشب بين جيشين نظاميين. وتتزامن هذه المناورات مع قرب وصول جحافل المهاجرين الأفارقة الذين يعبرون الساحل الإفريقي مشيا على الأقدام، حيث يتسارع نشاطهم خلال هذه الفترة من السنة.