مازالت مجموعة من الأسر التي تستقر بجانب مطرح النفايات، الذي يوجد بتراب جماعة المجاطية، إقليم مديونة، متشبثة بقرارها عدم الإذعان لرغبة السلطات المسؤولة بالرحيل إلى دوار الحلايبية، وذلك بعد أن فوت المطرح لشركة أمريكية مغربية « إيكوميدكازا»، طالبت السلطات بإخلائه من السكان المجاورين له، وبالتالي التخلص من كل الأنشطة التي يزاولونها كالرعي والتنقيب وسط الأزبال، لأن مثل هذه الأنشطة، حسب مصدر مسؤول، قد تؤثر على نشاط الشركة. وأكد مصدر «المساء» أن السكان المعنيين يرفضون قرار الترحيل لأن المكان الذي تقرر ترحيلهم إليه هو فضاء معروف بانتشار الجريمة. وأكد المصدر نفسه أن العشوائية هي السمة المهيمنة داخله، وأنه لا يوحي بالاستقرار الطبيعي، لأن دُوره غير لائقة ولا ترقى إلى ما يطمح إليه السكان المجاورون للمطرح، الذين تعتزم السلطات ترحيلهم إليه في أقرب الآجال، يضيف المصدر نفسه، رغم أنهم كانوا يمنون النفس بأن تتغير وضعيتهم إلى الأحسن وليس إلى الأسوأ. وأفادت مصادر «المساء» بأن اجتماعا عقد في وقت سابق وشارك فيه ممثل عن ولاية الدارالبيضاء والدرك الملكي والقوات المساعدة، وممثلون عن الجماعة القروية المجاطية أولاد الطالب وشركة «إيكوميدكازا»، ونائب قائد المجاطية، وأكدت المصادر ذاتها أن الاجتماع انتهى إلى ضرورة إخلاء مطرح النفايات من الفلاحين الرعاة، وكل الأشخاص الذين يداومون على التنقيب وسط الأزبال، والعمل على ترحيلهم الفوري. وكانت السلطات المحلية اقتحمت المطرح المذكور مدعومة بالدرك الملكي والقوات المساعدة، تتقدمهم جرافة لإحداث خندق عميق يكون حاجزا مؤقتا، في أفق إكماله وحجب الرؤية ومنع السكان من الدخول إلى المطرح لحملهم على الرضوخ لرغبة السلطات المعنية. وتحدث مصدر ل»المساء» من جماعة المجاطية عن أن مجموع الأسر التي تستقر بجانب المطرح هي 12 أسرة، تسع أسر تم ترحيلها في ظروف عادية، بعد أن تكفلت الجماعة ببناء منازل لها بدوار الحلايبية. وأضاف المصدر ذاته أن ثلاث أسر فقط هي التي مازالت ترفض الالتحاق بباقي المرَحلين. وحاولت «المساء» الاتصال برئيس جماعة المجاطية غير أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.