توعد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران المسؤولين الذين يثبت في حقهم المس بسلامة وشفافية الانتخابات بالمحاسبة، حيث سجل أن الولاة والعمال «ليسوا مقدسين»، قبل أن يستدرك بأنه لن يسمح بعد اليوم باتهام أي أحد بدون حجة ولا برهان. ونفى بنكيران، في إطار حديثه عن الانتخابات، خلال رده على موقف الأغلبية والمعارضة من الحصيلة المرحلية للحكومة، أول أمس الأربعاء بمجلس النواب، أن يكون سبق له أن استعمل مفهوم «الدولة العميقة»، أو مارس الابتزاز للظفر بمكاسب الانتخابية، حيث قال: «هادي ماتجيش معايا». وشن رئيس الحكومة هجوما قويا على المعارضة البرلمانية، وعلى رأسها حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، على خلفية اتهاماته التي وصفها بنكيران ب«المخجلة»، عندما طالبه شباط بتوضيح علاقته ب«داعش» و«الموساد» و«جبهة النصرة». وعبر بنكيران عن أسفه ل«بعض الأحزاب ذات المجد العريق، التي أصبح يرأسها من يلقي البهتان، ويوجه اتهامات بالعلاقة مع المخابرات الإسرائيلية». وسجل أنه كان يتخيل أن الانتقادات ستكون لاذعة وقاسية، «لكن لم أتصور أن سوء الكلام سيصل إلى تلك الدرجة، وأن يصل إلى الكذب والبهتان والأمور المضحكة والمخجلة التي لا يمكن أن يصدقها مجنون، فبالأحرى عاقل». واستهزأ رئيس الحكومة من نوعية الانتقادات التي وجهتها فرق المعارضة للحصيلة الحكومة، حيث قال: «لو عارضت الحكومة لوجدت ما أقول، فهناك أمور كان يمكن مساءلتي حولها مثل عدم إيصال الدعم كما وعدت بذلك، وإحداث أكاديمية محمد السادس للغة العربية». بنكيران اعترف في هذا السياق أن هناك تقصيرا من الحكومة، لكن المعارضة تريد فقط أن تسقط الحكومة ورئيسها. وتحدى بنكيران قدرة المعارضة على إسقاط الحكومة، إذ خاطب برلمانييها بالقول إن إمكانية إسقاط الحكومة من داخل البرلمان وخارجه ممكنة، «لكن نظمتم التجمعات المغلقة وهربتم فاتح ماي واستعنتم بالأطفال الصغار، والشارع إلى اليوم لم يتبعكم للاحتجاج». وأكد بنكيران أن «وقت الحكومة المرعوبة من المعارضة والأحزاب انتهى ولن يعود، والحكومة تمثل أغلبية حقيقية وليس مطعونا فيها، وتجد نفسها بالتالي مرتاحة، وستمارس صلاحياتها كاملة». وتساءل في سياق آخر عن «أي حوار سيكون مع من يدعي أننا مجانين ويجب أن نذهب إلى بويا عمر، ويحملنا مسؤولية فيضانات تشيكوسلوفاكيا». ورد بنكيران على الاتهامات الموجهة إلى الحكومة بوجود الزبونية في عمليات توظيف، بالتهديد بتقديم استقالته في حال ثبوت ذلك، حيث أشار إلى أن الشارع خلا من المظاهرات ليس بسبب العنف، لكن بفضل القرارات التي اتخذتها الحكومة في ميدان التوظيف. كما رد على الانتقادات الموجهة إليه بسبب عدم زيارة ضحايا حادث «بوركون» بأن «جلالة الملك حفظه الله قام في هذا المجال بالواجب نيابة عن المغاربة كلهم، والحكومة بطبيعة الحال تتابع تنفيذ التعليمات الملكية السامية في هذا الموضوع»، قبل أن يضيف: «لماذا لم تقم المعارضة بزيارة الضحايا، أليسوا إخوانكم... الله ينصر سيدنا». واستغرب رئيس الحكومة من محاولات التفريق بين الحكومة والملك. إذ أكد، في سياق حديثه عن ملف الصحراء، أن تدبيره يتم من طرف الملك، ووزير الخارجية يعمل مع جلالة الملك، وهو وزير في الحكومة، والحكومة تعمل مع جلالة الملك، وليس هناك حرج. ووجه قائد التحالف الحكومي انتقادات شديدة اللهجة إلى التلفزة المغربية، بسبب بثها السهرات والمسلسلات، في الوقت الذي كانت تنظم مسيرة حاشدة بمدينة الرباط تضامنا مع ساكنة غزة، إذ كشف أنه اتصل بفيصل العرايشي، المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، للاحتجاج على بث الرقص والمسلسلات «البايخة»، في الوقت الذي يموت سكان غزة وتنظم مسيرة حاشدة في الرباط.