تكثر الأعمال الخيرية والتطوعية خلال هذا الشهر الفضيل وتظهر سمات التكافل الاجتماعي بين المغاربة واضحة في شتى أنحاء المملكة، فبالرغم من سطوة الأزمة الاقتصادية وكثرة الانشغالات وقلة الوقت، يحرص المغاربة على فعل الخير وتقديم المساعدات اللازمة في حدود الاستطاعة. ويحاول بعض الشباب القيام بأعمال تطوعية، إما من خلال الانخراط في الجمعيات، أو القيام بأعمال تطوعية خارج نطاق العمل الجمعوي مرتبطة بتعاون شباب الأحياء فيما بينهم، بمساهمة من أسرهم أو من بعض المحسنين .ومن بين هذه الأعمال التي تكثر في شهر رمضان موائد الرحمان، وهي موائد فطور جماعية مجانية يقيمها المتطوعون قصد التقرب إلى الله، ومساعدة الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل. بدرب الأمل بالحي المحمدي هناك واحدة من بين مئات الموائد الافطارية التطوعية المقامة هذه الأيام، فخيمة درب الأمل للإفطار يحرص على إقامتها مجموعة من الشباب بصفة أسبوعية، حيث يوزعون فيما بينهم المهام فتجد من يتكلف بإحضار الخيمة ولوازمها من طاولات وكراسي التي يتم كراؤها مرة كل أسبوع بمساعدة مالية من المحسنين أو من مقاطعة الحي أو الجمعيات، وتجد من يتكلف بالترتيب والتنظيم ومن يأخذ على عاتقه مهمة توزيع الأطباق والمأكولات. أما في ما يخص الوجبات المقدمة ، فيعمد كل متطوع إلى جلب ما يقدر عليه من أكل وشرب لتجد المائدة الخيرية تنضح بخيرات وكرم المتطوعين. وقبل موعد الإفطار يبدأ الناس بالتوافد على خيمة درب الأمل بالحي المحمدي فتجد العجزة والأطفال المتسولين والعمال، منهم من يأكل حصته هناك، ومنهم من يأخذها إلى المنزل لاقتسامها مع أولاده . يقول مصطفى المنصوري ، وهو أحد القائمين على هذه الخيمة، "إنه عمل رائع، فمن خلال مجهود بسيط وبتكلفة أبسط تستطيع أن تساهم في إفطار عدد كبير من المحتاجين، أشعر بالفخر كوني واحد من الشباب الذين يقيمون هذه الخيمة." ويقول إمام مسجد الحي:" نحن نلاحظ تزايد أعداد الأشخاص الذين يترددون على هذه المائدة الرحمانية غالبيتهم من الفقراء، والأمر الذي يشرح قلوبنا هو أنه كلما ازداد عددهم زاد كرم وسخاء الناس". وفي سياق متصل، تعمل مجموعة من الجمعيات على تشجيع العمل التطوعي بين الشباب من خلال إدماجهم في مهام متعددة كتوزيع قفة المواد الغذائية الأساسية، من دقيق وزيت وسكر.. على المحتاجين والفقراء، كما تسهر مجموعة من الشباب في إطار جمعوي تطوعي على تنظيف المساجد والفضاءات المخصصة للصلاة، وغيرها من الأعمال التطوعية التي تساهم في خلق روح التضامن بين الشباب المغربي وتكريس مبادئ الإخاء. سمية واعزيز (صحافية متدربة)