انتهت حكاية الإضراب عن الطعام والشراب التي دخل فيها طالب في جامعة ظهر المهراز بوضعه رهن الاعتقال، وهو يحاول مغادرة المستشفى، وإحالته على السجن المحلي عين قادوس، يوم الجمعة الماضي، ليشكل الرقم 13 في قائمة المتهمين بالوقوف وراء الأحداث الدامية التي أسفرت عن مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي بالجامعة، منذ ما يقرب من شهرين. فقد أضرب الطالب مصطفى مزياني عن الطعام، في كلية العلوم بالمركب، للمطالبة بالعدول عن قرار فصله عن الدراسة رفقة طالب آخر يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي على خلفية الملف ذاته، قبل أن يقرر التصعيد بخوض إضراب عن تناول الماء، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية. وتحول «مخيم الطلبة» بالمركب إلى فضاء للاحتجاجات تضامنا مع هذا الطالب، وقررت عناصر القوات العمومية، نهاية الأسبوع الماضي، تنظيم عملية اقتحام للمركب في محاولة لتفكيك المخيم للمرة الرابعة، واعتقال الطالب المضرب، قبل أن تزيد حالة الطالب في التدهور، مما عجل بنقله على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى الجامعي لتلقي العلاجات. لكن عناصر الأمن ألقت عليه القبض مباشرة بينما كان يحاول مغادرة المستشفى، ووضعته رهن الحراسة النظرية للتحقيق معه في التهم المنسوبة إليه، حسب تصريحات طلبة ينتمون إلى منظمة التجديد الطلابي. وقال الطلبة القاعديون إن عناصر الشرطة طوقت المستشفى لاعتقال هذا الطالب، ونقله إلى ولاية الأمن في وضعية وصفت بالمتدهورة للتحقيق معه في ملابسات الأحداث التي شهدها المركب الجامعي. وشهدت نهاية شهر أبريل الماضي أحداث عنف بين طلبة محسوبين على الفصيل القاعدي (النهج الديمقراطي القاعدي)، وهو من أبرز تيارات أقصى اليسار، وبين طلبة منظمة التجديد الطلابي، الذراع الطلابي لحزب العدالة والتنمية، مما نجم عنه وفاة طالب يتابع دراسته في جامعة مكناس، ويتحدر من منطقة الجرف بإقليم الراشيدية. ونفذت مصلحة الشرطة القضائية سلسلة من الاعتقالات في صفوف كوادر الطلبة القاعديين بالمركب الجامعي، وصلت إلى 12 معتقلا، قبل أن تستكمل «الحصاد» باعتقال الطالب رقم 13 في لائحة المتهمين، كما ورد على لسان طلبة محسوبين على منظمة التجديد الطلابي، تم الاستماع إلى إفاداتهم، وقالوا إنهم تعرفوا على عدد من الطلبة اليساريين المعتقلين عبر الاستعانة بصور أخذت لهم أثناء التحقيق معهم، في وقت نفى فيه جل الطلبة القاعديين، في محاضر الاستماع إليهم، وفي جلسات التحقيق التفصيلي في محكمة الاستئناف، أن يكونوا على علاقة بمقتل الطالب الإسلامي، بالرغم من أن رموز «البرنامج المرحلي» أكدوا أنهم ضد تنظيم ندوة كان من المقرر أن يشارك في تنشيطها قيادي من حزب العدالة والتنمية يتهمونه بالوقوف وراء مقتل الطالب اليساري محمد أيت الجيد بنعيسى في سنة 1993، في مواجهات بين الطلبة الإسلاميين والطلبة اليساريين. وربطوا بين محاولة «توريطهم» في هذه القضية من قبل الطلبة الإسلاميين بصراع سياسي تاريخي بين الطرفين في الجامعة، متهمين الإسلاميين ب»محاولة إلصاق التهمة بهم للتخلص منهم» و»الاستحواذ» على قلعة ظهر المهراز والتي يسمونها «القلعة الحمراء»، في إشارة إلى كون اسمها ظل مقترنا ب»هيمنة» التيار اليساري القاعدي على مختلف مفاصلها.