اقتحمت العشرات من عناصر القوات العمومية، في وقت متأخر من ليلة السبت/الأحد، المركب الجامعي ظهر المهراز، وداهمت «مخيما» للطلبة بكلية العلوم. وقالت مصادر طلابية إن مطاردات أمنية جرت في حق الطلبة المعتصمين أسفرت عن إصابات، دون تحديد نوعية الإصابات، ودون ذكر أي أرقام أو معطيات حول المصابين. وذكرت مصادر طلابية بأن عددا من طلبة المركب يخوضون اعتصاما ومبيتا ليليا في الكلية، تضامنا مع طالب دخل في إضراب عن الطعام منذ ما يقرب من 34 يوما، وقرر منذ حوالي أسبوع خوض إضراب عن الماء والطعام، ما أدى إلى تدهور وضعه الصحي. وأوردت تقارير للطلبة القاعديين، أبرز فصيل ينشط في المركب الجامعي، بأن إدارة كلية العلوم قررت، في سابقة من نوعها، وبدون أي مبرر مقبول، فصل الطالب مصطفى مزياني عن مواصلة الدراسة بالكلية، رفقة عبد النبي شعول، وهو طالب آخر يقبع في سجن عين قادوس على خلفية اعتقالات طالت رموز الفصيل القاعدي بسبب قضية مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي عن منظمة التجديد الطلابي. وأخلت القوات العمومية للمرة الرابعة «مخيم» الطلبة بالكلية. وتطرق تقرير للطلبة القاعديين عن تدهور كبير للحالة الصحية للطالب مصطفى مزياني، مشيرا إلى أنه بدأ يعاني من إغماءات متكررة وغيبوبة تمتد لأزيد من نصف ساعة، وتقيء للدم، ويحس بآلام في المعدة، وأضافت المصادر أن الطالب المضرب رفض لأكثر من مرة نقله إلى المستشفى رغم حضور سيارة إسعاف، في قرار تحدي رفعه ضد إدارة الكلية. وتستفز صرخاته جماهير الطلاب، لتنطلق في تظاهرات تجوب أرجاء الكلية ومرافقها. وشهد الملف تدخل فعاليات حقوقية للمطالبة بمراجعة القرار التأديبي الصادر في حق الطالبين، لكن إدارة الكلية قابلت المحتجين والحقوقيين بالصمت، ما دفع الطالب المضرب إلى التصعيد، ومعه العشرات من الطلبة في «مخيم» ينعتونه ب»مخيم المهمشين»، قبل أن يواجه هذا المعتصم بتدخل للقوات العمومية.