فنان وروائي ذاع صيته في فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل كبير. ارتبط اسمه بواجهات عديدة، فهو الروائي والفنان التشكيلي، وهو ابن مؤنس الملك الراحل الحسن الثاني، وشقيق أحد المعتقلين السابقين بمعتقل «تزمامارت» على خلفية انقلاب الصخيرات. لكن ماحي بينبين رسم لنفسه شخصية متفردة وعصامية من خلال الإبداع في مجال الفن التشكيلي والكتابة الروائية باللغة الفرنسية. ولد ماحي بينبين في 13 فبراير 1959، في رياض الزيتون القديم بمدينة مراكش. متزوج وله ثلاثة بنات ازددن كلهن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإحداهن حصلت على شهادة الباكلوريا هذه السنة. أم برتبة رجل ونصف في الوقت الذي عمل والده أستاذا، خرجت الوالدة للعمل موظفة في وزارة المالية، كافحت الأم وعانت بشكل كبير من أجل إعالة سبعة أبناء. واستمرت في دراستها إلى أن حصلت على شهادة الإجازة لتشتغل سكرتيرة وبعدها مديرة في الوزارة المذكورة. منحت الأم الأبناء السبعة الحنان، ومنحتهم القوت اليومي إلى أن توفيت قبل سنوات، تاركة أبناء يشكلون أطر ونخبة هذا البلد بينهم أستاذة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش. قضى ماحي بينبين طفولته في درب رياض الزيتون، في منزل كانت تكتريه والدته التي «كانت رجلا ونصف بمعنى الكلمة». كانت الأم توفر كل متطلبات العيش لأبنائها بما فيها الكماليات، خصوصا بعد أن اقتحمت عالم الخياطة، فصارت تخيط أثواب الأبناء وأفراد العائلة بأكملها. درس ماحي بينبين المرحلة الابتدائية في مدرسة ابن البناء بعرصة المعاش، لينتقل إلى المرحلة الثانوية بمؤسسة ابن عباد. كان لماحي نزوع نحو الموسيقى وهو لم يتجاوز عمره ال15 سنة. فكان بذلك يحضر الحفلات بشكل كبير. تبين للوالدة أن ماحي ينغمس في الموسيقى أكثر من الدراسة فأجبرته على ولوج ثانوية مولاي يوسف في الرباط، حيث تخصص في العلوم الرياضية في القسم الداخلي هناك، فحصل على شهادة الباكلوريا، ليتوجه صوب العاصمة الفرنسية باريس حيث درس مادة الرياضيات لمدة خمس سنوات في جامعة معروفة، إلى أن حصل على شهادة الدراسات العليا المعمقة. إسباني يدفعه إلى الكتابة شرع ماحي يُدرس في مؤسسة مادة الرياضيات لمدة 8 سنوات. لكن رغبته في أن يصير فنانا مشهورا، كانت حلما يرافقه كالظل، لكنه لا يعرف كيف وما الطريق التي يجب أن يسلكها لتحقيق ذلك. شاءت الأقدار أن يلتقي ماحي بينبين بفنان إسباني يدعى «أغوتسين غوميز أركوس»، الذي كان يقضي 6 أشهر في باريس و6 أشهر في مدريد. ربط ماحي علاقة صداقة بالفنان الإسباني، هذا الأخير دفع ابن مراكش إلى الكتابة والرسم. شكل لقاء ماحي ببعض الفنانين والكتاب حافزا لولوج عالم الشهرة في درجها الأول. طلب الفنان الاسباني من ماحي الكتابة، على اعتبار أن «المغاربة والمراكشيين يشتهرون بالحجايات»، لكن نفي ماحي معرفته الكتابة جعل الإسباني يدفعه بالقوة لأنه يعرف أن ملكة الكتابة والإبداع ضائعة في كينونة ابن المدينة الحمراء. ترك الفنان الإسباني صديقه ماحي مدة ستة أشهر على أساس أن يلتقي به بعد ذلك وبحوزته رواية. فتشاء الأقدار أن يكتب روايته الأولى «نوم الأمان» في مدة قياسية وصلت إلى ستة أشهر. طلب ماحي من صديقه الاسباني أن يطلع على ما اختطت يداه، فما كان من الاسباني إلا أن أخذ قلم حبر أحمر اللون وصار يصحح أخطاء الشاب المبدع. صار اللقاء يتكرر وتتكرر معه النصائح والتوجيهات والتصحيحات، لتصير الرواية منقحة ومعدة للطبع والنشر. توجه الإسباني رفقة ماحي إلى إحدى دور النشر من أجل طباعة الرواية، التي رحب بها القائمون على المؤسسة... لم يكن يتوقع ماحي بيبين أن يتم الإقبال على الكتاب بهذا الحجم الكبير، خصوصا بعد أن بيعت منه 8000 ألف نسخة في أول أيام التوزيع في فرنسا، فصار الجميع حينها يعتبر ماحي كاتبا، ليصير مجبرا على كتابة الكتاب الثاني، الذي هو «جنازة الحليب»، الذي يتحدث عن خروج شقيقه من معتقل «تازممارت»، هذا الكتاب الذي يرصد انتظار الوالدة لابنها، نظرا لأنها كانت تعرف أنه لايزال على قيد الحياة، وكانت تترك نصيبه من كل وجبة. «نجوم سيدي مومن» في الوقت الذي أصدر فيه ماحي بينبين كتابا ثالثا، يتحدث عن علاقته والده، الذي كان مؤنسا للملك الراحل الحسن الثاني، وحضور الباشا الكلاوي في هذا الكتاب، الذي يحمل عنوان «ظل الشاعر»، تحول ابن مدينة النخيل في تلك الفترة إلى الفن التشكيلي من أبوابه الواسعة، ليتوقف سنة 1994، عن التدريس، ويتوجه إلى نيويورك، حيث قضى 6 سنوات هناك، بعد أن أصبح في إمكانه العيش بالفن، بعيدا عن التدريس. هناك كتب روايات، الأولى «حراكّ» عن المهاجرين السريين، ترجمت إلى 14 لغة، والثانية هي «اللقاح»، إضافة إلى رواية عن «المبوقين». في سنة 1999 رجع ماحي بينبين إلى باريس، وأتم مشواره الأدبي والفني، إلى غاية 2002، حيث كانت الانتخابات الرئاسية... بعد الأحداث الإرهابية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، توجه ماحي بينبين إلى حي سيدي مومن، حيث دخل إلى المنطقة، فصدم بفظاعة الوضع البيئي والاجتماعي، فما كان منه إلا أن كتب رواية «نجوم سيدي مومن». بدأ كتابة هذه الرواية المتفردة في 2004، ولم يستطع إتمامها بالرغم من مرور سنتين، فتوقف عن كتابتها، وشرع في كتابة رواية عن قصة مراكش، نشرت في 2008، بعدها أصر على إتمام كتابة رواية «نجوم سيدي مومن». قرأ المخرج السينمائي نبيل عيوش خبرا صغير، عن قرب صدور رواية جديدة بعنوان «نجوم سيدي مومن» للكاتب والروائي ماحي بيبين، فاتصل بالأخير من أجل منحه الكتاب لتحويله إلى سيناريو فيلمه الأخير الذي حمل عنوان «يا خيل الله». كتب ماحي أخيرا رواية «الله يخلف»، التي تتحدث عن التسول، وقصة طفل مبشور يأخذه المتسولون لجلب المال، يحضر فيها رصد الواقع بشكل دقيق بشكل روائي بديع. سافر ماحي بينبين رفقة نبيل عيوش إلى عدد من الدول للتعريف بالفيلم والكتاب. وحضر ابن مراكش أطوار تصوير مشاهد من فيلم «خيل الله»، ولاحظ الوضع الاجتماعي للأطفال المنحدرين من سيدي مومن، البالغ عددهم 15 طفلا، فاقترح على صديقه إنشاء مركز ثقافي، أطلقا عليه اسم «نجوم سيدي مومن». توجه ماحي ونبيل عيوش للقاء مسؤول بمجلس مدينة الدارلبيضاء، بعد أن جمعا مبلغ 200 مليون سنتيم. فاقترح عليهما مركزا مبنيا على أن يقوما بتجهيزه وتدبيره، سيتم افتتاحه يوم 15 أكتوبر.