كشف مركز النجدة بالقنيطرة، أن حالات العنف ضد النساء تضاعفت بجهة "الغرب الشراردة بني احسن"، خلال الثلاثة الأشهر الأولى من السنة الجارية، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، حيث استقبل المركز طيلة الفترة الممتدة ما بين فاتح يناير ونهاية مارس المنصرم، ما يقارب 164 حالة، في وقت لم تتجاوز 86 حالة في الفترة نفسها من سنة 2008. وقال المركز، المكلف برصد ظاهرة العنف والانتهاكات التي تعرفها حقوق المرأة، في تقرير أصدره أول أمس الاثنين، توصلت «المساء» بنسخة منه، إن حالات العنف ضد النساء التي استقبلها المركز، توزعت ما بين 13 نوعا، يندرج أغلبها في خانة القضايا الاجتماعية، التي بلغ عدد حالاتها التي توافدت على المركز ما يقارب 80 حالة، بينها العنف المرتبط بعدم الإنفاق ب 40 حالة، والطرد من بيت الزوجية ب 30 حالة، والإهمال ب 20 حالة، عدم تسجيل الأبناء في الحالة المدنية ب 9 حالات، والامتناع عن إبرام عقد الزواج ب8 حالات، في حين ارتفع عدد ضحايا الخيانة الزوجية من النساء بشكل ملفت للنظر إلى 14 حالة، بعدما كان مركز «الاستماع" للنساء ضحايا العنف قد سجل حالتين فقط، خلال الفترة نفسها من السنة الماضية. ووفق التقرير ذاته، فإن العنف الجسدي ظل محافظا على مكانته على رأس لائحة العنف، وبلغ في الثلاثة أشهر الأولى من هذه السنة 60 حالة، بينما لم يتجاوز خلال الفترة نفسها من السنة المنصرمة 36 حالة، في حين تم تسجيل 20 حالة عنف نفسي، و10 حالات نصب واحتيال، و3 حالات اغتصاب، هذا ولم يشر التقرير إلى وقوع أية حالة تحرش جنسي، خلافا للسنة الماضية التي استقبل فيها مركز الاستماع ضحية واحدة لهذا النوع من العنف. وأوضحت الإحصائيات نفسها، أن عدد النساء اللواتي استفدن من التوجيه والإرشاد القانوني بمركز النجدة بلغ 158، مقابل 55 امرأة في السنة الماضية، في حين تلقت 86 امرأة ضحية لعنف الرجال المساعدة القانونية، هذا في الوقت الذي بلغ عدد المستفيدات من الدعم النفسي 8 حالات. واستنادا إلى نفس المعطيات، فإن العاطلين عن العمل يتصدرون دائما لائحة المعنفين الأكثر اعتداءا على زوجاتهم، تليهم فئة المستخدمين، ثم رجال السلطة ورجال التعليم. وكانت نزهة العلوي، رئيسة الاتحاد العمل النسائي بالمغرب، قد أكدت في تصريح سابق ل«المساء»، أن ظاهرة العنف مازالت متفشية بشكل كبير بجهة «الغرب الشراردة بني احسن»، ولم تسلم منها أية طبقة أو فئة اجتماعية، حيث طالت النساء المتعلمات والأستاذات الجامعيات والمشتغلات بالمهن الحرة، وكذلك، بالنسبة للأزواج المعتدين، الذين ينتمون هم أيضا إلى مستويات طبقية مختلفة. وأوضحت المتحدثة نفسها، أن أكثر النساء الغرباويات تعرضا للاعتداء هن اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و30 سنة، دون أن تنفي وجود حالات استهدف فيها العنف نساء فاق سنهن الستين، حيث أكدت أن الاعتداءات لم تفرق ما بين الشابة والمسنة، مشيرة إلى أن الوسط الحضري هو أكثر المناطق احتضانا لحالات العنف، وزادت قائلة «هذا لا يعني أن المناطق القروية والضواحي لا تعرف مثل هذه الانتهاكات الممارسة في حق المرأة على النحو الذي تشهده المدينة، لكن عاملي بعد مركز النجدة عن مقرات سكناهن، وجهل العديد من نساء البادية وجود مثل هذه المؤسسة، يقلل فرص استقبال المركز لهذا النوع من الحالات».