تعرض الطفل (عثمان) ذو الأربع سنوات بدوار خربة سيدي الطيب جماعة خميس آيت اعميرة، بإقليم شتوكة آيت باها للتعذيب والتجويع والحجز من طرف والدته العاملة بإحدى الضيعات الفلاحية. وبعد كشف وضعية الطفل من طرف إحدى المنظمات الحقوقية ورفع شكاية إلى السلطات المحلية تم نقل الطفل إلى مستشفى بمدينة بيوكرة، كما تم اعتقال أمه في انتظار اتخاذ ما يلزم في حقها من الإجراءات. وقد تأكد لأعضاء المركز المغربي لحقوق الإنسان، فرع اشتوكة آيت باها بناء على معلومات وزيارة قاموا بها لأسرة الطفل عثمان، أنه كان ضحية لأمه العازبة منذ مدة. وتأكد لديهم تعرضه للضرب المبرح والحجز واقتياده لساعات طويلة، ابتداء من الساعة الخامسة والنصف صباحا إلى السادسة مساء، ليبقى تحت مراقبة أخيه، ذو السبع سنين، الذي يتكفل بإطعامه، حيث استمر على هذا الحال منذ ولادته. وقد قام أعضاء من المركز المغربي لحقوق الإنسان بزيارة لأسرة الضحية وهي مكونة من أم عازبة وطفلين، حيث عاينوا حالة الطفل، الذي تعرض لتعذيب وحشي من قبل أمه التي تشتغل مياومة في ضيعة فلاحية بالمنطقة. وأضاف ذات المصدر أن أعضاء المركز عاينوا وضعية الطفل عثمان وتم استفسار أمه حول حالته، هذه الأخيرة اعترفت بضربها لابنها، ورفض الجيران مساعدتها في الاعتناء به عند غيابها، نظرا لانشغالها في الضيعة طوال اليوم من الخامسة والنصف صباحا إلى السادسة مساء، مما يتعذر معه القيام بواجباتها التربوية، وقد اتضح للوفد مدى كره الأم لابنها ورغبتها في التخلص منه. وصلة بالموضوع أكد بلاغ الجمعية الحقوقية أن حالة الطفل عثمان، ليست سوى نموذج للمعاناة التي تختزنها كثير من الأسر التي تقاوم من أجل الحياة، تحت شتى صنوف الاضطهاد والاحتقار من أجل ضمان قوت يومها، وأدانت الجمعية كل أشكال الاضطهاد التي يتعرض لها الأطفال، وحملت السلطات المحلية والإقليمية كامل المسؤولية في تفشي هذه الظاهرة بالمنطقة، والتي يتسبب فيها غالبا الأزمة الاجتماعية والمادية التي تعيشها بعض الأسر المهمشة، مما ينعكس على بعض الأمهات اللواتي فقدن الإحساس بالأمومة.