حين نبهنا مسؤولي الرجاء البيضاوي إلى وجود اختلالات في علاقة المسيرين والتقنيين باللاعبين، وتنامي ظاهرة التسيب في أوساط الفريق، اتهمنا رئيس الفريق بالتشويش على النادي. وحين نقلنا بصدق وأمانة ما قام به أحد لاعبي الرجاء أمام بوابة المركب الرياضي، غيرة على النادي، وضع الحرس الخاص للرئيس في حالة استنفار، وكلما أشرنا إلى وجود لاعبين لا يستحقون قميص الفريق غضب المسؤولون وهمسوا في أذن اللاعبين «لا تقرأوا الصحف إنها رجس من عمل الشيطان». لكن مباراة الرجاء أمام اتحاد أيت ملول المنتمي لبطولة الهواة، أكدت بالملموس وجود ثقوب في منظومة الرجاء، فالتسيب هو العنوان الرئيسي للعلاقة بين اللاعبين والقائمين على الشأن التقني داخل الفريق، والنتيجة استخفاف تام بالقميص الذي حمله بيتشو وعليوات وبهيج وظلمي وغيرهم من عباقرة الكرة، وإهانة للجمهور الذي ارتفع ضغطه الدموي عقب صفعة السوسيين. شتم الرمش زملاءه في مباراة الكاك، ورفض أثناء استبداله في مباراة أيت ملول مصافحة متولي البديل، وقبل أسبوع رمى عبد الفتاح قميصه في وجه المدرب المساعد رضوان حجري، وحين انتظر رضوان عرض اللاعب على المجلس التأديبي جاء الرد بإشراكه كأساسي داخل الفريق، واستجاب المدرب روماو لرغبة أرمومن الذي يفضل نكوم على النجدي، وقال الجلايدي إنه في حالة غضب لهذا سيكتفي بمجهود «على قد الحال»، ودار خلاف بين الزكرومي والعيني دون أن يتدخل المسؤولون لرأب الصدع بين لاعبين حملا قميص الرشاد البرنوصي، وانعكست الآية داخل الرجاء حين أصبح اللاعب أقوى من المسير، كما حصل حين نبه أحد اللاعبين مسيرا مقداما من مغبة التردد على مغارات وأقبية السهر. أدى الرجاء ضريبة الاستخفاف، لأنه يصر على تعطيل عمل اللجنة التأديبية التي لا تجتمع إلا من أجل تحرير بلاغ استنكاري، لكن لماذا نطالب لجنة بالاجتماع والمكتب برمته لا يعقد اجتماعاته، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الرجاء. نلوم الرجاء على استخفاف مسيريها بقميص الفريق، ونعاتب الوداد على استخفافها برموزها أيضا، ففي الوقت الذي تتسع فيه دائرة النقاش حول التركيبة المحتملة لجامعة كرة القدم، تظهر أسماء، شغلت مناصب قيادية داخل الوداد البيضاوي، في طليعة المرشحين لحكم الكرة في زمن ما بعد العسكريين، أسماء من طينة علي الفاسي الفهري وادريس بنهيمة وحسن البرنوسي وامحمد الزغاري، هؤلاء كانوا داخل الوداد بدون حقائب، باستثناء الزغاري الذي أقاله الفشتالي بمبرر ارتفاع تكلفته، والرغبة في ترشيد النفقات، بينما ظل الآخرون مجرد ديكور في بيت الوداد. الرجاويون غاضبون من خروجهم المبكر من سباق الكأس وضياع فرصة الجمع بين حسنتين، والوداديون غاضبون لأنهم أضاعوا بدورهم فرصة الاستفادة من كفاءات مرت مرور الكرام في زمن اللئام، وإذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر ساعة الجمع العام.