أبدى مسؤولو الرجاء البيضاوي استغرابهم للرحيل المفاجئ للمدير التقني محمد مديح، وقالت إدارة النادي إن الإطار الوطني لم يقدم استقالته كتابيا ولم يخبر الرئيس شفويا في شأن السفر إلى قطر، وأضاف مصدر مسؤول بالنادي أن آخر زيارة لمديح إلى مركب الرجاء كانت مساء الجمعة الماضي حيث التقى ببعض المؤطرين، وأنه اتصل في ساعة متأخرة من الليل بمدير النادي ليشعره بالسفر إلى الخليج العربي. وأوضح المصدر ذاته أن مديح قد زار النادي قبل يومين بناء على طلب من إدارة الفريق قصد إشعاره بمقال صادر بجريدة «المساء» حول تأخر مد الأطر التقنية للفئات الصغرى للرجاء ولاعبيها بالأمتعة الرياضية، والتقى برشيد البوصيري رئيس لجنة المتابعة التقنية وعبد الله غلام رئيس النادي وطلبا منه توضيحات في الموضوع. وشكل السفر المفاجئ لمحمد مديح إلى قطر جدلا واسعا في الأوساط الرجاوية، خاصة وأن المكتب المسير للرجاء ينفي توصله بأي إشعار بالاستقالة، فيما يبدي الرئيس قلقه لكونه آخر من علم بخبر السفر. وفي اتصال ل«المساء» مع الإطار الوطني محمد مديح، قال إنه شعر بتوسيع هوة الخلاف بينه وبين الرئيس، وأن المناخ العام داخل الرجاء لم يعد يساعد على الاشتغال، وأضاف أن الخبر الذي أوردته «المساء» حول عدم توصل لاعبي ومؤطري الفئات الصغرى بالأمتعة الرياضية هو النقطة التي أفاضت الكأس. «لقد شعرت بأن المناخ العام داخل الفريق لا يساعد على الاشتغال ربما لأن الاهتمام أكبر بالفريق الأول على حساب الفئات الصغرى، وضعت برنامج عمل قبل عام تقريبا للأسف لازالت العديد من المطالب مصادرة، لهذا قررت أن أبتعد كي لا يسجل علي المساهمة في هذا الوضع». وأشار مديح في معرض حديثه ل«المساء» إلى أنه أشعر هاتفيا رشيد البوصيري وطلب منه إبلاغ الرئيس بخبر الاستقالة، موضحا بأن دعوة الالتحاق بالإدارة التقنية والمساهمة في مشروع حسن حرمة الله قد عجل برحيله. «إن الرئيس كان يعتقد أنني أسرب المعلومات للصحافيين فبعد صدور خبر الخلاف الحاصل بين الرجاء وأكاديمية محمد السادس حول انتقال مجموعة من لاعبي مدرسة الرجاء إلى الأكاديمية، استفسرني بطريقة تنم على أنني وراء تسريب الخبر، والحال أنني علمت به عبر الصحافة، رغم إقراري بوجود نقص حاد على مستوى التجهيزات الرياضية والبنيات التحتية، وهذا ما أشرت إليه في التقارير الموضوعة على مكتب غلام». وعلى الرغم من الرحيل المفاجئ للمدير التقني إلا أنه أصر أن يبلغ عبر «المساء» تشكراته للرئيس الذي وضع فيه الثقة، وتعامل معه على امتداد عام كامل، كما قام بالاتصال بالعديد من المؤطرين الذين اشتغلوا إلى جانبه، سواء في الإدارة التقنية أو داخل الرجاء. ومن المنتظر أن يحسم المكتب المسير للرجاء في القريب العاجل في اسم البديل المرشح لخلافة مديح، رغم أن كل المؤشرات تصب في اتجاه استمرار العربي شفيق المنسق التقني في استكمال الموسم الرياضي، مع تعيين مدير لمركز التكوين بالنادي، وهو المنصب الذي قد يتنافس حوله كل من محمد منعم وحميد بوشتة وفؤاد الصحابي. وكان محمد مديح قد انضم لفريق عمل الدكتور حرمة الله بقطر، إلى جانب مجموعة من الأطر الوطنية كحسن موحيد اللاعب السابق للرجاء، ومحمد الشاوش وعزيز بوعبيد وغيرهم من الأسماء التي ستتكلف بمشروع تقني يقوده تقنيون مغاربة. للإشارة فقد شاءت الصدف أن ينتهي مسار مديح على رأس الإدارة التقنية للرجاء البيضاوي بعد عام بالتمام والكمال من الارتباط بالفريق الذي لعب له من سنة 1985 إلى 1992، وأشرف على تدريبه من سنة 1994 إلى 2000، كما عمل مساعدا لأوسكار فيلوني وألان فيار، ودرب شبان الرجاء والاتحاد البيضاوي.