نظمت شبيبة العدالة والتنمية يوم الجمعة الماضي بمقر هيئة المحامين بالمحيط بالرباط ندوة لتدارس الأوراق التي ستكون على جدول أعمال مؤتمرها الرابع المزمع عقده أيام 17، 18 و19 أبريل الحالي ببوزنيقة. نشط الندوة الباحثان عبد الرحيم العطري وندير مومني، إضافة إلى عبد العزيز الرباح الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية. وقال الرباح إن تقديم أوراق المؤتمر الوطني لشبيبة العدالة والتنمية أياما قبل انعقاده هي عادة دأبت عليها الشبيبة والهدف منها خلق نقاش قبل المؤتمر. وتضمنت أوراق المؤتمر القادم ورقتين، واحدة بعنوان «الشباب المغربي تقرير واقع الحال» وتقع في 12 صفحة، فيما الثانية بعنوان «مشروعنا النضالي» (مشروع الشبيبة) وعدد صفحاتها 16. وفي تعليقه على مضمون الورقتين، جاءت مداخلة عبد الرحيم العطري مركزة على وضعية الشباب المغربي في الوقت الحالي، الذي وصفه ب«زمن اللا معنى واللا يقين». وحاول العطري في كلمته رصد أسباب غياب أو تغييب الشباب المغربي عن الفعل في المجتمع، خصوصا المجال السياسي. أستاذ علم الاجتماع رأى أن هناك استبعادا للعنصر الشاب من المشاركة في السياسة وليس عزوفه عنها. هذه الحالة تخلق حسب العطري نوعا من الهروب من الواقع نحو العالم الافتراضي الذي ساهم في شيوعه الإنترنت الذي سماه الباحث «القارة السابعة». ورأى العطري أن الحديث عن الشباب يستلزم تحديد أي شباب نتحدث عنه، ففي نظره هناك فئات من الشباب تختلف بحسب اهتماماتها (الموسيقى أو الرياضة أو الإنترنت). عبد الرحيم العطري قال أيضا إننا «اليوم نعيش حربا على القيم»، واعتبر أن مجموعة من القيم السلبية تتم إعادة بنائها وفق نظام مفاهيمي جديد. و ركز ندير مومني في كلمته على نقد ما جاء في ورقتي المؤتمر. مومني رأى أن الورقتين فيهما اختزال لوضعية الشباب المغربي الذي وصفتاه «بالمدجن وغير المسيَس». واعتبر أيضا أنهما حفلتا بالمضامين المتناقضة حيث تتجاور مصطلحات كالمجال العمومي، وهي كلمة تحيل على الحداثة مع مفردات من قبيل «التجمعات الرسالية» بدلالتها الدينية.