في مبادرة هي الأولى من نوعها؛ عرضت شبيبة العدالة والتنمية أوراق مؤتمرها الوطني الرابع المزمع تنتظيمه أيام 17 و18 و19 أبريل 2009 بالمركب الدولي مولاي رشيد ببوزنيقة، على أنظار باحثين مختصين في ندوة علمية احتضنها مقر نادي المحامين بالرباط يوم الجمعة الماضي، أبدوا ملاحظاتهم وانتقاداتهم على ورقتي مشروعنا النضالي والشباب المغربي: تقرير واقع الحال، والتي من المقرر أن تحظى أيضا بمدارسة جماعية من قبل المؤتمرين في اليوم الأول (الجمعة) من المؤتمر قبل المصادقة عليهما. وقال عبد الرحيم العطري، باحث في علم الاجتماع، في مداخلة بعنوان الشباب المغربي في زمن اللامعنى واللايقين، إن ورقتي شبيبة العدالة والتنمية أوحت له بإعادة النظر في مفهوم العزوف السياسي لدى الشباب المغربي، مؤكدا، استنادا إلى الورقتين، أن ثمة استبعاد سياسي للشباب، وهو استبعاد تشكل لدى الشباب نفسه، كما أنه قائم بفعل سياسة تقصد استبعاد الشباب عن السياسة والتسيس. وأضاف العطري بالقول:معنى أن تكون شابا في مغرب اليوم يعني أن تكون معرضا للتهميش والإقصاء أو أن تكون معرضا للإدماج القسري. وأوضح في هذا السياق أنه بعدما فقدت السياسة معناها أصبح من الوارد الحديث عن زمن اللارهان، متسائلا: إذا كانت السياسة تؤدي إلى لا شيء فما الجدوى منها؟. من جهته، وجّه نذير المومني، باحث في العلوم السياسية، انتقادات إلى الورقتين، حيث توقف عند ما وصفه التوترات الخطابية، إذ وردت مفاهيم في الورقتين تنتمي إلى مرجعيات مختلفة، فالابتلاء والصدق في رأيه يناقض النضال والحوار والتفاوض، كما أن التأكيد على المباديء قد يناقض متطلبات المصالح، مبرزا أيضا غياب ما هو محلي في الورقتين، أي الحديث عن سياسات عمومية ذات منحى محلي تستستكشف البعد الترابي. وبخصوص الموقف من المسألة الاجتماعية، قال المومني إن ثمة مواقف وتوصيفات نعتها بالراديكالية في الورقتين. كما انتقد القول بأن هناك تنامي للتدين في صفوف الشباب من شأنه أن ينعكس إيجابا على الحركات الإصلاحية، وزعم أن ثمة توجها دنيوي وعاداتي لدى الشباب المغربي في سلوكياته، ولا يمكن القول إن ثمة تنامي للتدين في صفوفه. هذا، وكشف مصطفى بابا، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر شبيبة العدالة والتنمية، أن عدد المؤتمرين حدّد في 500 مؤتمر، يمثلون 60 فرعا للشبيبة على المستوى الوطني، و2 من كل إقليم به فرع غير مهيكل، بالإضافة إلى أعضاء المكتب الوطني وأعضاء اللجنة المركزية، وخصصت اللجنة التحضريرية للمؤتمر أزيد من 20 مليون سنتيم للمؤتمر الرابع. وقال بابا إن اللجنة التحضيرية تعوّل على حضور 6000 شاب وشابة للجلسة الافتتاحية التي ستنعقد بالقاعة المغطاة ابن سينا بالرباط، في اليوم الثاني من المؤتمر(السبت)، والتي من المقرر أن يحضرها ممثلوا الهيئات الشبابية في المغرب، ومن دول عربية وإسلامية، خاصة تركيا والسنغال ومالي وغانا وموريتانيا ومصر وفلسطين وسوريا والسودان والسعودية وقطر والإمارات والكويت، كما ستحضر شبيبات أحزاب أوروبية. وحول برنامج المؤتمر؛ قال مصطفى بابا إن المؤتمر الذي ستنطلق أشغاله ببوزنيقة يوم الجمعة 17 أبريل سيبدأ بتنظيم ورشات للنظر في الأوراق المعروضة على المؤتمر، التقرير الشبابي والبرنامج النضالي، وسيواصل أشغاله يوم السبت بالنظر في التقرير الأدبي والمالي والمصادقة عليهما، فيما سيشهد مساء السبت 18 أبريل الجلسة الافتتاحية المقرر تنظيمها في القاعاة المغطاة ابن سينا بالرباط، على أن تستأنف بقية أشغال المؤتمر التي ستعرف انتخاب الكاتب الوطني والمصادقة على نائبه وانتخاب بقية أعضائه. وبخصوص ما يميّز هذا المؤتمر، قال بابا إنه محطة تنظيمية تنعقد كل أربع سنوات، تعيد فيه شبيبة العدالة والتنمية النظر في برامجها وفقا للتحولات التي تطرأ، وتقرر في مستقبل أعمالها بناء عليها، وأكد أن ما يميّز مؤتمر الشبيبة في دورته الرابعة هو انتخاب كاتب وطني جديد، بعد انتهاء الولاية الأخيرة لعبد العزيز رباح الذي سيغادر الشبيبة إلى مناشط وأشغال أخرى، وأضاف بابا أن البرنامج النضالي هو بمثابة أرضية لتنزيل أطروحة حزب العدالة والتنمية في الساحة الشبابية، فيما تمثل وثيقة التقرير الشبابي قراءة لواقع الشباب المغربي بعيون شبيبة العدالة والتنمية.