تحتضن مدينة تطوان فعاليات «عيد الكتاب» من 13 إلى 20 يونيو الجاري، في إطار دورته السابعة عشرة، بمحور خاص يتعلق ب«الكتابة والسفر». وتأتي دورة هذه السنة في سياق المعارض الجهوية لوزارة الثقافة، الساعية إلى صياغة لحظة تواصل منتج بين مختلف المتدخلين في صناعة الكتاب واقتنائه، إضافة إلى سعيها إلى الرفع من نسبة الإقبال على القراءة، وتكريسها كسلوك يومي، وإتاحة فرصة أخرى لدور النشر المغربية والمتوسطية لعرض منشوراتها ومؤلفاتها أمام جمهور القراء، مثلما تأتي في سياق الحرص على استمرارية تخليد عيد الكتاب بالحمامة البيضاء، والحفاظ عليه كذاكرة رمزية وثقافية تاريخية تتميز بها تطوان. وذكر بلاغ صادر عن المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة – تطوان، أن هذه الدورة تعرف مشاركة أكثر من ستين كاتبا ومبدعا في حقول المعرفة والإبداع المختلفة، سيؤثثون فقرات البرنامج الثقافي، الذي سينطلق بندوة افتتاحية موضوعها «الكتابة والسفر»، يشارك فيها نخبة من كبار المبدعين المغاربة، وستقام بتنسيق مع المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، فيما تنفتح باقي فقرات البرنامج الثقافي على مجمل الكتابات الفكرية والنقدية والإبداعية المغربية، من خلال تقديم الإصدارات الجديدة في هذه الحقول، فضلا عن قراءات شعرية وقصصية في أفق استشراف لحظات نقاش فكري مولد ينخرط فيه مجمل الفاعلين والمشتغلين بالكتاب، كما ستشهد هذه الدورة الاحتفاء بتجارب روائية مغربية خَلقَت إشعاعا مهما على المستوى الوطني والعربي، عبر استضافتها في مُحَاورَة ونقاش مفتوح مع الجمهور وإضافة إلى البرنامج الثقافي، يُنظّم معرض للكتاب تشارك فيه دور النشر والمؤسسات الجامعية والمؤسسات الثقافية المغربية بعرض آخر إصدارتها في حقول المعرفة المختلفة، كما سيكون للجمهور خلال حفل الافتتاح موعد متميز مع تدشين معرض للذاكرة البصرية منجز في إطار مشروع «ريمار»، الهادف إلى حفظ الذاكرة المغربية الأندلسية، من خلال الصورة الفوتوغرافية التاريخية. وسيتم في فضاء العرض بساحة «باب العقلة» وضع خزانة كبرى في الهواء الطلق لعدد من دور النشر الجهوية والوطنية، وكذا مؤسسات المجتمع المدني والمعاهد الثقافية الأجنبية، التي ستقدم رواقاتها إصدارات شتى في مختلف الميادين الفكرية والعلمية والأدبية. وكان الاحتفال بعيد الكتاب قد بدأ في تطوان، منذ أوائل أربعينيات القرن الماضي على يد سلطات الحماية الإسبانية، احتفاء منها بالكتاب الإسباني وتخليدا لذكرى الكاتب الإسباني سيرفانتس، صاحب كتاب «دونكيشوت». وسرعان ما اتسعت دوراته اللاحقة لتضم الكتاب العربي. لكنه توقّف مدة طويلة قبل أن يبادر اتحاد كتاب المغرب إلى إحياء هذا الإرث الثقافي، فنظم دورته الأولى عام 1998 في حلة جديدة تخلد أساسا الكتاب العربي، ليتحول مؤخرا إلى تظاهرة أندلسية أكثر منها مغربية.