اختتمت في تطوان فعاليات «عيد الكتاب» في دورته ال13، والتي أطلق عليها «دورة محمد عابد الجابري». وتحمل هذه الدورة عنوان استعادة فكر الراحل محمد عابد الجابري. واحتضنت دار الثقافة في تطوان، الندوة الافتتاحية تحت عنوان: «نحو قراءة جديدة لمحمد عابد الجابري» شارك فيها كل من وزير الثقافة، بنسالم حميش وسالم يفوت، عبد السلام بنعبد العالي، محمد المصباحي وكمال عبد اللطيف. وقد اختتمت هذه الفعاليات في فضاء المعرض، بلقاء خاص مع المختص في اللسانيات الباحث عبد القادر الفاسي الفهري. وتضمنت دورة هذه السنة توقيع أحدث الإصدارات التي تهم أجناسا مختلفة واحتفاء خاصا بالعناوين المتوجة هذه السنة بجائزة المغرب للكتاب لسنة 2009، وهي «استبداد الصورة: شاعرية الرواية العربية»، لعبد الرحيم الإدريسي، و«حيوات متجاورة»، لمحمد برادة، من تقديم محمد معتصم، وكتاب «في معرفة الخطاب الشعري»، لإسماعيل شكري، من تقديم حسن مخافي، وشبين الزطاط وقاطع الطريق: أمن الطرق في مغرب ما قبل الاستعمار»، لعبد الأحد السبتي من تقديم محمد الشريف، و«من النهضة إلى الحداثة»، لعبد الإله بلقزيز، وهو من تقديم محمد الشيخ. كما سيتم تقديم إصدارات جديدة وهي رواية «دموع باخوس»، لمحمد أمنصور، من تقديم عبد الفتاح الحجمري، و«حكايات صور»، لشرف الدين ماجدولين، وديوان «ثلج مريب على جبهة حطاب»، لرشيد المومني، ورواية «القوس والفراشة»، لمحمد الأشعري، وديوان «حياة أخرى»، لرجاء الطالبي، والديوان الشعري «زهرة الموج»، للشاعر محمد الشيخي. كما عرفت تقديم كتاب «الأجواء الموسيقية في تطوان وأعلامها»، للأستاذ محمد الحبيب الخراز، تقديم سعاد أنقار، و«ديوان الآلة»، للمهدي الشعشوع ومؤلف «العائش في النغم»، للملحن الراحل مصطفى عائشة الرحماني، من تقديم مديرة دار الثقافة في تطوان، سميرة القادري. وعرفت الدورة الحالية تنظيم ورشات خاصة بفئات عمرية محددة، كورشة الحكي ومسرحية «احكي يا شهرزاد»، من تأطير سعيد بهادي، وورشة الحكي، من تأطير سعيد بناكي، إلى جانب تقديم مجلات جديدة صدرت حديثا وهي «ماكازين ليتيرير ماروكان»، من تقديم عبد السلام الشدادي، و«الحسيمة»، من تقديم محمد أحمد بنيس، فيما اختتمت هذه الأيام بلقاء خاص مع اللساني والباحث عبد القادر الفاسي الفهري، يوم 10 يونيو في فضاء المعرض، إلى جانب قراءات شعرية وقصصية تشارك فيها أسماء إبداعية تمثل مختلف الأجيال. وسعت الدورة الحالية، وفق المنظمين، إلى «تعميق الإشعاع الثقافي لهذه التظاهرة»، التي أضحت تقليدا سنويا، من خلال دعم الكتاب والقراءة، من جهة، وتفعيل الحوار والتعاون المشترك مع الحكومة الأندلسية، التي أصبحت شريكا أساسيا، من جهة أخرى. وكان طموح منظمي هذه الدورة كذلك، الانفتاح على المؤسسات التعليمية لإشراك الأطفال في الاحتفال بهذا العيد، الذي يعتبر إرثا خاصا بتطوان، منذ فترة الحماية الإسبانية، مع تقريبهم أكثر من عالم القراءة والكتابة. وتضمنت دورة هذه السنة تنظيم ندوات أدبية وفكرية وتقديم كتب وإبداعات لكتاب مغاربة وأندلسيين، فيما لم يحضر الناشرون الأندلسيون، رغم أن اتفاقية الشراكة المبرمة التي كانت تهدف إلى «خلق تواصل وتعاون بين مهنيي الكتاب والنشر»، قلما حققت نتائج مرجوة، وفق قول بعض الناشرين. وكان عيد الكتاب قد بدأ في مدينة تطوان، أوائل أربعينيات القرن الماضي، على يد سلطات الحماية الإسبانية، احتفاء منها بالكتاب الإسباني وتخليدا لذكرى الكاتب الإسباني سيرفانتس، صاحب كتاب «دونكيشوت». وسرعان ما اتسعت دوراته اللاحقة لتضم الكتاب العربي. لكنه توقّف مدة طويلة، قبل أن يبادر اتحاد كتاب المغرب إلى إحياء هذا الإرث الثقافي، فنظم دورته الأولى عام 1998، في حلة جديدة تخلد أساسا الكتاب العربي، ليتحول مؤخرا إلى تظاهرة أندلسية أكثر منها مغربية.