تتواصل منذ 4 يونيو الجاري وإلى غاية 11 منه، فعاليات الدورة الثالثة عشرة من عيد الكتاب بمدينة تطوان، الموعد السنوي الثالث إلى جانب المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، الذي تنظمه وزارة الثقافة، ومعرض طنجة الدولي للكتاب، الذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي بشمال المغرب.تعرف هذه الدورة من عيد الكتاب، التي تنظمها المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة طنجة - تطوان، استعادة لطروحات وأفكار المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري، من خلال تنظيم ندوة افتتاحية حول موضوع "نحو قراءة جديدة لمحمد عابد الجابري"، شارك فيها كل من وزير الثقافة، بنسالم حميش، والمفكرون: سالم يفوت، وعبد السلام بنعبد العالي، ومحمد المصباحي، وكمال عبد اللطيف، ومصطفى حنفي. كما تعرف الدورة لقاء خاصا مع اللساني والباحث عبد القادر الفاسي الفهري، يوم 10 يونيو الجاري، يؤطره الناقد عبد الحميد عقار. تشكل الدورة الثالثة عشرة من عيد الكتاب حلقة أخرى في مسار هذا المعرض، الذي عرف تحولات كبيرة في مساره منذ العهد الإسباني إلى اليوم، وساهم بأشكال متفاوتة في تكريس فعل القراءة، وإتاحة الفرصة للجمهور للاطلاع على جديد دور النشر المغربية، في مجالات الآداب والفكر والفنون التعبيرية المختلفة، بما تحمله هذه المقاصد جميعا من سعي إلى الرفع من وتيرة استهلاك الكتاب وصياغة لحظة تواصل منتج بين مختلف المتدخلين في صناعته واقتنائه، مؤلفين وناشرين وصحفيين ومتلقين. ولقد جرى اختيار اسم المفكر المغربي الراحل "محمد عابد الجابري" عنوانا لهذه الدورة، وفاء من المنظمين لتراثه الفكري ورمزيته الثقافية، وجعلت مفتتح الفعاليات الثقافية المواكبة للمعرض، ندوة حول إعادة قراءة مشروعه الفلسفي، بما يسلط الضوء من جديد على اجتهاداته النقدية، واستشرافاته النهضوية الرائدة، يسهم فيها ثلة من المفكرين المغاربة ممن زاملوه أو تتلمذوا عليه، أو واكبوا مشروعه بالقراءة والنقد. بينما انفتحت باقي فقرات البرنامج الثقافي على مجمل الكتابات الفكرية والنقدية والإبداعية المغربية، إذ تتضمن فعاليات هذه السنة تقديم واحد وعشرين إصدارا جديدا، وندوة عن "واقع النشر بالمغرب"، وجلسة احتفائية بالتجربة التشكيلية لفقيد المغرب ومدينة تطوان الفنان المكي مغارة. ولعل الإضافة الأساسية للبرنامج الثقافي لهذه السنة هو سعيه إلى خلق نوع من التوازن في تقديم ومناقشة الإصدارات الجديدة، إذ سيجري تقديم دواوين شعرية وروايات ومجاميع قصصية، وكتب نقدية وفكرية وسياسية، جنبا إلى جنب مع مؤلفات في الموسيقى والسينما، تمثل خريطة الإبداع المغربي في شموليتها مع احتفاء خاص بإبداعات الجهة، التي تحتضن هذا المعرض. ولجعل المعرض فضاء ليس، فقط، لتقديم الكتب واستحضار المؤلفين وعقد الصلة بينهم وبين القراء، وإنما لحظة لنقاش فكري مولد ينخرط فيه مجمل الفاعلين والمشتغلين بالكتاب، ارتأت المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة طنجة - تطوان، توجيه الدعوة لثلة من أبرز الباحثين والنقاد، لتقديم الإصدارات الجديدة والإسهام في الندوات، وشق مسار من التواصل الخصب والنافذ بين منتجي الكتاب ومستهلكيه، بما يوسع من مدار القراءة ويعمق الوعي بوظائفها الإنمائية. هكذا يكون عيد الكتاب لحظة للتفكير في مسار الثقافة والتثقيف بالمغرب وبالجهة، ومحطة سنوية لتقييم إنجاز الكتابة والتلقي، يحتفي بالرصيد المنتج بقدر ما ينظر إلى أفق المستقبل، وليس صدفة أن يتزامن عيد الكتاب مع نهاية الموسم الدراسي، فهي الفترة المثالية لربط القراءة التعليمية بالقراءة التثقيفية، بما يمنح للمعرض تأثيرا ومردودية أكثر في أوساط التلاميذ والطلاب بالمدينة والجهة. يشارك في القراءات الشعرية والقصصية، العديد من الأسماء الإبداعية، تمثل مختلف الأجيال نذكر منها: لطيفة باقا، ونور الدين محقق، وحسن رياض، وعبد اللطيف الزكري، والبشير الأزمي، وأحمد المخلوفي، وخالد أقلعي، وعبد الكريم الطبال، ومراد القادري، ومحمد بشكار، وفاطمة الزهراء بنيس، وفاطمة الميموني، ومحمد الميموني، ومحمود عبد الغني، وإيمان الخطابي، ومزوار الإدريسي، ومحمد أنوار محمد. كما تعرف فعاليات الدورة ال 13 من عيد الكتاب، توقيع أحدث الإصدارات التي تهم أجناسا مختلفة، ولقاء احتفائيا خاصا بالعناوين المتوجة هذه السنة بجائزة المغرب للكتاب لسنة 2009، وهي: "استبداد الصورة: شاعرية الرواية العربية" لعبد الرحيم الإدريسي، تقديم مصطفى الورياغلي العبدلاوي، و"في معرفة الخطاب الشعري" لإسماعيل شكري، تقديم حسن مخافي، و"حيوات متجاورة" لمحمد برادة، تقديم محمد معتصم، و"بين الزطاط وقاطع الطريق: أمن الطرق في مغرب ما قبل الاستعمار" لعبد الأحد السبتي، تقديم محمد الشريف، و"من النهضة إلى الحداثة" لعبد الإله بلقزيز، تقديم محمد الشيخ. إلى جانب تقديم إصدارات جديدة ككتاب "سلطة الثقافي والسياسي" لعبد الحميد عقار، ورواية "دموع باخوس" محمد أمنصور، و"حكايات صور" لشرف الدين ماجدولين، ورواية "القوس والفراشة" لمحمد الأشعري، وديوان "ثلج مريب على جبهة حطاب" لرشيد المومني، وديوان "زهرة الموج" لمحمد الشيخي، وديوان "حياة أخرى" لرجاء الطالبي، وكتاب "البلاغة والسرد" لمحمد مشبال، وكتاب "أفلام... وأفلام" لعبد اللطيف البازي، والمجموعة القصصية "وجدان وأشلاء ودمى" لخالد أقلعي، و "الأجواء الموسيقية بتطوان وأعلامها"، لمحمد الحبيب الخراز، و"ديوان الآلة"، للمهدي الشعشوع، و"العائش في النغم: الموسيقار مصطفى عائشة الرحماني" لسعاد أنقار.