بعد أيام فقط من إثارة «المساء» لموضوع حرب المياه في المناطق المعروفة بزراعة الكيف، أصدرت جمعية أمازيغ صنهاجة الريف، وهي من أبرز الجمعيات المدافعة عن حقوق مزارعي الكيف بمنطقة الريف، بيانا ناريا تضمن اتهامات ثقيلة لمسؤولي المياه والغابات. وأكد التقرير الصادر على خلفية زيارة قام بها أعضاء الجمعية إلى جبل تدغين، أن «المنطقة تعرف خلال بداية موسم حرث الكيف اجتثاثا خطيرا لغابات الأرز المنتشرة بالمنطقة من طرف كبار الفلاحين القاطنين خارج مناطق زراعة الكيف، بتواطؤ مع ممثلي المياه والغابات والسلطة والمنتخبين ومافيا تجارة الخشب». وواصل التقرير نقده اللاذع للسلطات، موضحا في هذا الصدد أن «صفقات قطع أشجار الأرز بالمنطقة لا تحترم دفاتر التحملات، مما يؤدي إلى اجتثاث الغابة في تواطؤ تام بين إدارة المياه والغابات والمجلس الجماعي وصاحب الصفقة»، مضيفا أن «المنطقة لا تعرف أي عملية للتشجير في ظل الاستغلال الجائر للغابة، مما ينذر باندثار أشجار الأرز وانهيار التربة، زد على ذلك أن رجال المياه و الغابات بالمنطقة يمنعون السكان من التزود بحطب الطهي والتدفئة، مما يؤدي بهم للمعاناة بسبب برودة الطقس». وحول حرب المياه الدائرة حاليا بالمنطقة، أبرز التقرير الصادم أن «المنطقة تعرف ما بين شهر ماي وغشت من كل سنة، صراعات خطيرة حول الموارد المائية من أجل سقي الكيف، مما ينذر باشتعال حرب حول الماء بين السكان، علاوة على أنها «تعرف استغلالا غير معقلن وغير منظم للموارد المائية، حيث تنتشر الآلاف من الأنابيب المائية التي تنقل الماء من عيون المياه المنتشرة بالجبال ومن الأنهار ومن البرك المائية، إضافة إلى استخدام مضخات المياه والمحركات لنقل المياه من الأنهار والآبار، مما يهدد الموارد المائية بالجفاف». وأضاف التقرير في المنحى ذاته أن «المناطق المعروفة بزراعة الكيف» تعرف انتشار ظاهرة حفر الآبار بطريقة غير منظمة، مما يهدد باستنزاف الفرشة المائية، ناهيك على أن المداشر الموجودة بأعلى الجبل تستغل مياه الأنهار بطريقة جائرة، مما يقطع وصول المياه إلى المداشر الموجودة بالسفح، الشيء الذي يؤدي إلى صراعات خطيرة بين المداشر»، مشددا على أن المنطقة تشهد إضافة إلى كل ذلك «استعمالا غير قانوني للكهرباء من أجل توليد الطاقة لعمل المضخات المائية، مما يؤدي بالتيار الكهربائي للانقطاع عن السكان». وأثار التقرير نقطة حساسة ظلت دائما مغيبة، ترتبط بالمعاناة التي تعيشها المرأة بالمنطقة، حيث سجل في هذا السياق أن «المرأة ببلاد الكيف تعاني من غياب أدنى حقوقها، حيث يتم استخدامها كوسيلة لنقل الكيف والحطب وتساهم في دورة زراعة الكيف أكثر من الرجل».