هل أصبح مقدرا على شوارع وأزقة كثيرة في الدارالبيضاء أن تعيش على إيقاع الحفر، فإذا كانت وحدة المدينة، حسب مصادر مهتمة بالشأن المحلي، عجزت عن تحقيق مراميها، فإنها بالمقابل وحدت بين الكثير من المقاطعات في قضية الحفر التي تؤثث العديد من الشوارع والأزقة. ورغم الكثير من الاعتمادات المالية التي رصدت في العقود الأخيرة لمعالجة هذا الإشكال، فإن الحفر تصر على الصمود، وهو ما يثير استياء وغضب الكثير من المواطنين، وخاصة السائقين، وقال أحد المواطنين ل"المساء" "لابد أن يعرف الجميع أن هذه الحفر تشكل خطرا داهما على السائقين والراجلين على السواء"، وفي أحيان كثيرة تتسبب هذه الحفر في وقوع حوادث سير، لاسيما حينما يريد السائق تجنبها فيسقط في فخ حادثة سير، خاصة إذا كانت الإنارة العمومية منعدمة في الشارع أو الزنقة التي يمر منها. وفي مناسبات كثيرة يؤكد مجموعة من مراقبي الشأن المحلي أن الإشكال له علاقة وطيدة بطريقة إنجاز الصفقات، التي لابد أن يعاد فيها النظر وتشديد المراقبة على الشركات المكلفة بعمليات التعبيد وأن ترصد الاختلالات بطريقة علمية لمعرفة المناطق التي في حاجة إلى الزفت، إذ لابد أن تعطى الأولوية للمناطق التي تعاني الكثير من الحفر، كما هو الحال بالنسبة إلى المقاطعات المحيطية، إذ لا يعقل أن تتم إعادة هيكلة مجموعة من الشوارع وبناء القناطر والأنفاق في حين أن هناك نقصا مهولا في معالجة هذه الإشكالية، مؤكدين أن المدينة في حاجة إلى قفزة نوعية في هذا الصدد، وذلك لوضع حد لهذا المشكل الذي يؤرق سكان المدينة. وأكد مصدر مطلع ل"المساء" أن ما يزيد من حدة ظاهرة انتشار الحفر هو بعض الأشغال التي تقوم بها عدد من شركات الاتصالات من حين لآخر، إذ عوض أن تقوم بمعالجة الأخاديد التي تحفرها مباشرة بعد الأشغال يتم تركها على حالها لتنضاف بدورها إلى الحفر، مؤكدا أنه لابد من إلزام أي شركة تقوم بالأشغال بإصلاح هذه الأخاديد، وذلك لوضع حد لهذه الظاهرة التي تشوه صورة هذه المدينة. واعتاد البيضاويون مشاهدة جرافات المقاطعات تتحرك مع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية، فإذا كان هناك من حسنات لهذه الانتخابات فهي أنها تكون مناسبة لتعبيد بعض الطرق والأزقة في محاولة لاستمالة رضا المواطنين الذين يشعرون بغضب واستياء عارم بسبب هذه القضية. من جهة أخرى، قال مصدر مطلع ل"المساء" أن المدينة في حاجة ماسة إلى أموال ضخمة لإصلاح أعطاب الطرق في المدينة، لاسيما أنه لا دخل لوزارة التجهيز والنقل في هذا الموضوع، وأضاف: "الدارالبيضاء في حاجة إلى ميزانية ضخمة لإصلاح جميع الطرق والشوارع والأزقة، خاصة التي توجد في ضواحي المدينة، وهو أمر لابد أن يساهم فيه جميع المتدخلين دون أن يتم التعويل فقط على الإمكانات الخاصة للدار البيضاء، لأن ذلك لا يفي بالغرض".