بشكل مفاجئ، أعلن ملك إسبانيا خوان كارلوس (76 عاما) تخليه عن العرش لنجله الأمير فيليبي، لأسباب قال عنها إنها مرتبطة بمتاعبه الصحية التي فرضت خضوعه لعدد من العمليات الجراحية في السنوات الأخيرة. في حين نقلت وكالات الأنباء عن مصدر بالقصر الملكي «أن العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس قرر التنازل عن العرش لأسباب سياسية وليست صحية. مضيفا «أنه قرار سياسي والملك يتنازل عن العرش جراء التحديات الجديدة في إسبانيا، ولأنه يعتقد أن من الضروري إفساح الطريق أمام الجيل الجديد.» وأعلن الخبر ماريانو راخوي، رئيس الحكومة الإسبانية، الذي قال في بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة: «أبلغني جلالة الملك خوان كارلوس للتو أنه سيتنازل عن العرش، لأنه مقتنع أن هذا هو الوقت المناسب للتغيير». مضيفا أن «الملك خوان كارلوس كان المحرك الأكبر لديموقراطيتنا، وأنه أفضل رمز لحياتنا سويا في سلام وحرية». وينتظر أن تنعقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، من أجل التصديق على قانون أساسي لعملية التنازل عن العرش. كما يفترض أن يصادق البرلمان الإسباني على قرار تعيين الأمير فيليبي ملكا جديدا لإسبانيا. ويأتي قرار الملك خوان التنحي عن العرش في وقت تناسلت فيه عدد من الفضائح المرتبطة بشبهات فساد تورط فيها أفراد من العائلة الملكية، بدأت مع فضيحة تسرب صور لإصابة الملك في رحلة صيد للفيلة بأدغال إفريقيا، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة، ما فرض تقديم الملك اعتذارا علنيا للشعب الإسباني، قبل أن تتفجر فضيحة أخرى تورطت فيها ابنته كريستينا وزوجها إنياكي أوردانغارين، لاعب منتخب كرة اليد السابق، حيث يتابعان أمام القضاء بتهمة تبييض الأموال واتهامات تهم الاختلاس الضريبي. الاتهام الذي تتابع بموجبه الأميرة كان نتيجة عمليات تحقيق شملت حساباتها المالية والضريبية واستغرق أشهرا عديدة، وهي التحقيقات التي خلصت إلى تورطها في عمليات فساد رفقة زوجها. وكان جليا تراجع شعبية الملك الإسباني، من خلال العديد من نتائج استطلاعات الرأي، حيث أظهر آخر استطلاع أجري قبل أيام تراجع صورة العائلة الملكية إلى 3.72 نقط على عشرة، أي دون الوصول إلى خمس درجات من عشرة. ووفق استطلاع لمعهد الدراسات الاجتماعية، المكلف بدراسة الرأي العام الإسباني، فإن تراجع شعبية العائلة المالكة إلى ما دون الخمس نقاط على عشرة، يحدث للسنة الثالثة على التوالي.