شرع رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، يونس مجاهد، أمس في مباشرة الإجراءات القانونية لتقديم استقالته من وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي»، بعد أسبوع على نشر هذه الأخيرة مادة صحافية تتهجم على العائلة الملكية في المغرب، مما أحرج مجاهد الذي يشتغل مع الوكالة منذ حوالي عشرين عاما كمراسل لها من الرباط. ووصف مجاهد موضوع استقالته من «إيفي»، في اتصال به أمس، ب«الحساس»، نظرا لتشعباته القانونية والمهنية، وعزا قرار تقديم الاستقالة إلى تغيير الخط التحرير لدى الوكالة الإسبانية و»ضرب ميثاق التحرير المتفق عليه». وقال في تصريحات ل»المساء» «هناك تغيير جذري في الخط التحريري لأن إيفي عادة ما كانت تتعامل بنوع من الحذر الشديد والتعامل الدقيق في كل ما يتعلق بالمغرب وفي عملها بشكل لا عام»، وأضاف مجاهد»حتى عندما كانت تحدث أزمات بين المغرب وإسبانيا مثل جزيرة ليلى مثلا لم تكن الوكالة تتحامل على المغرب، وحتى عندما كانت تتطرق إلى نزاع الصحراء لم تكن تستعمل عبارة الأراضي المحتلة بل تقول الأراضي الواقعة تحت إدارة المغرب». وعبر مجاهد عن استغرابه لنشر الوكالة تصريحات البرلماني الإسباني من حزب اليسار الخضر،خوان مانويل سانشيث غورديو، في برلمان منطقة الأندلس، وهي التصريحات التي اتهم فيها النائب المشار إليه العائلة الملكية في المغرب بالسيطرة على ثروة البلاد، بما في ذلك التجارة المربحة للمخدرات والهجرة السرية. وقالت مصادر إعلامية إسبانية بالرباط إن استقالة مجاهد، الذي بدأ التعاون مع وكالة «إيفي» في مكتبها بالرباط الذي كان يشرف عليه الصحافي الإسباني ألبرطو ماسيدوسا الذي انتقل فيما بعد إلى مكتب الوكالة في جنوب إفريقيا، ستشكل «خسارة» للوكالة بسبب الخدمات الكثيرة التي كان مجاهد يسديها إليها، بالنظر للعلاقات التي يتوفر عليها وعضويته داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورئاسته لنقابة الصحافيين المغاربة. ومن المنتظر أن يكون هناك نقاش قانوني وسياسي ومهني حول هذا الموضوع في الأيام القليلة المقبلة، بعد المشاورات التي سيجريها مجاهد مع محامييه في المغرب.