اندلع حريق مهول، ظهر أول أمس، بمنطقة «اجنان محيمدات» بدوار «الشانطي» بسيدي يحيى الغرب، مخلفا إصابات في صفوف المواطنين وخسائر مادية جسيمة. الحريق التهم مجموعة من الأكواخ القصديرية، وحولها إلى أكوام من الرماد، بعدما أتت ألسنة النيران على كل محتوياتها، من أثاث منزلي وأجهزة إلكترونية ووثائق رسمية، وهو ما كبد قاطنيها أضرارا كبيرة. وأفاد شهود عيان أن هذا الحادث أسفر عن إصابة طفلين بحروق في الوجه واليدين، وامرأة حامل، نقلوا جميعا إلى المركب الاستشفائي الجهوي بالقنيطرة. وقال مصدر مسؤول إن الطاقم الطبي بقسم المستعجلات استقبل المصابين، وهم في وضعية صحية غير مقلقة، حيث تم إسعافهم ومعالجة حروقهم، قبل أن يُسمح لهم جميعا بمغادرة المستشفى. واستنفر هذا الحريق سلطات المدينة، خاصة وأنه يعتبر الثاني من نوعه في ظرف أسبوع. وساهم حضور رجال المطافئ في الوقت المحدد في التقليل من الخسائر، كما انخرط مجموعة من المواطنين، منذ الشرارة الأولى للحريق، في عملية إخماد النيران. العديد من جمعيات المجتمع المدني، التي سئمت من وعود المنتخبين في إنقاذ سكان دوار «الشانطي» من براثن السكن العشوائي، أوفدت ممثليها إلى عين المكان، ووقفت على حجم الأضرار الناجمة عن الحادث، وشاركت المتضررين في مسيرة احتجاجية، مطالبة بتقديم المساعدات التقنية والمالية للمتضررين بشكل مستعجل، خاصة وأن أغلبهم حل عبئا بمعية أبنائه على أسر مجاورة. كما شدد المحتجون الغاضبون على ضرورة تسريع وتيرة إعادة هيكلة الدوار، من خلال تبسيط مسطرة الحصول على الوثائق التقنية والإدارية، وإتاحة فرص الاستفادة من التسهيلات المالية، في ما يخص المنطقة الشرقية الصالحة للسكن، أما بشأن المنطقة الغربية، فطالب المواطنون بإعطاء انطلاقة الأشغال بتجزئة الوحدة 4، قصد ترحيل ساكنة المنطقة الفيضية في أقرب الآجال، لاسيما أن المنطقة أصبحت عرضة لخطر واد تيفلت، إضافة إلى مخاطر شبكة الكهرباء المتردية بالدوار المذكور. وعن أسباب اندلاع الحريق، رجح مجموعة من المواطنين فرضية تماس كهربائي، في الوقت الذي لاتزال التحقيقات الأمنية جارية من أجل تحديد الأسباب الحقيقية للحادث.