عاشت ساكنة دوار الشانطي مساء السبت الماضي، كارثة حقيقية جراء حريق التهمت ألسنته 12 مسكنا صفيحيا بجنان امحيمدات، مما أثار موجة من الرعب في صفوف السكان الذين يعانون من وضع مأساوي بالمنطقة الفيضية، حيث الفيضانات موسم الأمطار واللهب في فصل الصيف، يحدث هذا الأمر ويتكرر أمام أعين السلطات المحلية والإقليمية والوطنية، وتستغل هذه الفئة سياسويا من طرف بعض الكائنات الإنتخابوية. لحسن الحظ فإن عدد الضحايا لم يتجاوز ثلاثة أشخاص، أصيبوا بجروح خفيفة بشظايا الصفيح المتطاير، وبعض الإغماءات. وقد سجلت خسائر مادية تجلت في احتراق أموال بلغت قيمتها 80.000 ألف درهم بمنزل (خ.ن)و ملابس وأثاث ووثائق المتضررين، كما تهدمت حيطان بعض البراريك إبان عملية إطفاء الحريق من طرف رجال الوقاية المدنية، حيث نجا رئيس الوقاية المدنية بمصلحة سيدي يحيى الغرب، من تساقط صفائح القصدير إبان تدخله لإطفاء الحريق، وشارك شباب الحي في إخماد الحريق وانتشال حاجيات الناس قبل وصول ألسنة النيران .وكانت هواتف المسؤولين مغلقة وقت اندلاع النيران إذ لم يلتحق بمكان الفاجعة لا العامل ولا الوالي، فقط حضر قائدا المقاطعتان 1و2 ورجال الأمن، في غياب رئيس المجلس البلدي وأعضائه. وعرف الحادث، تغطية إعلامية مكثفة من قبل مراسلي الجرائد الوطنية والإلكترونية، وتشكلت حلقات من المحتجين المتضررين من هذا الوضع المأساوي – منذ 80 سنة – وتوجهوا في مسيرة احتجاجية صوب شارع محمد الخامس، وسط المدينة للتعريف بمأساتهم، وانتهت هذه الحركة النضالية بحوار مع قائدي المقاطعتين اللذين وعدا المتضررين بإعادة بناء ما تضرر من الحرائق، وتعويض الخسائر. يشار إلى أن الساكنة خرجت الأسبوع الماضي في احتجاجات نددت من خلالها بأوضاعها المأساوية التي يعد أطفال دوار السكة أكثر اكتواء منها. وتساءل مهتمون بالشأن المحلي، عما هيأته السلطات الوصية محليا وإقليميا ووطنيا لحل معضلة مزمنة بالمدينة أفرزت شهداء الصفيح دفنوا في قبور منسية ؟ولعل الروائي عبد العالي أبو جليل كان أول شهيد مات خنقا تحت ركام حائط مسكنه الصفيحي ذات غفلة وإهمال.