أتى حريق اندلع أول أمس السبت ب كاريان القبلة، على حوالي 20 سكنا صفيحيا، أصيب فيه عشرون شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، وذلك على بعد 3 أسابيع من حريق أتى على 24 حيا صفيحيا بكاريان الرحبة بالحي المحمدي بالدار البيضاء، وكان قد خلف قتيلا. وخلافا للحرائق المتوالية التي تندلع بين الفينة والأخرى بكاريان سنطرال بالحي المحمدي، دون تحديد أسبابها ومن يقف وراءها. فحريق كاريان القبلة الذي اندلع حوالي الساعة السادسة مساء السبت المنصرم، سببه وفاعله معروفين، يؤكد الساكنة المتضررون لالتجديد، مشيرين إلى أن شابا (مدمن مخدرات) يقيم بسكن عائلته المهجور بالكاريان، كان يحاول إشعال نار لشي السمك بواسطة البنزين، فانتشرت النار في كل المساكن المجاورة. عبارات غاضبة خرجت كالنيران التي أحرقت المساكن، من ضجيج المتضررين، الذي كانوا يحصون خسائرهم، فيما صوت أنين المصابين جراء الحريق الذين غادروا المستشفى بعد أن تلقوا الإسعافات الأولية، يعلو على هذه الأصوات الحانقة.. اختلطت شهادات الغضب والحنق ومشاعر الحكرة، وهم يحكون عن صورة ممارسة حياتهم بكل قبحها ورمادها المتناثر، وضع ظلوا في منأى عنه لسنوات، لكن الواقع الآن أنه طالهم، وعليهم تحمل تبعاته، عليهم العيش داخل خيام بلاستيكية لا تسع كل أفراد الأسرة.. وعليهم تتبع وعود منحهم مواد البناء من أجل إعادة بناء مساكنهم على أنقاض تلك التي أحرقت.. حريق كاريان القبلة حرك موجة الذعر والخوف وسط ساكنة أكبر حي صفيحي بالمغرب، وأكثرها إنجابا للبؤساء والمنكوبين الذين تطاردهم لعنة الحرائق في كل لحظة وحين، وتحرمهم تبعاتها من نعمة النوم وراحة البال. بعد أن تنامت في الآونة الأخيرة موجة الحرائق التي تندلع في دوركاريان سنطرال القصديرية، فما يكاد يخمد لهيب حريق في جزء من كاريان سنطرال، حتى تنبعث على رائحة رمادها أخرى، حرائق كاسحة عرفها الكاريان على مر التاريخ. ولكن بالرغم من ذلك، فالأسر المتضررة في كل مرة تتكبد خسائرها الفادحة وتتحمل التبعات الطبيعية للأزمة (التشرد والمبيت في العراء لفترات طويل).