مازال رشيد بو المزغي يتذكر شغب الطفولة ونزق الصبا، لكن الحنين يشده دائما إلى عشق المسرح الذي داعبه منذ أيام الطفولة أثناء متابعته لدراسته الابتدائية بمدينة الدشيرة، وبعد أن أيقن أن سحر الخشبة قد تملكه، قرر اختيار لقب فني له ليستقر رأيه على اسم أسلال، وهو اللقب الذي كان يناديه به أصدقاء الطفولة بأكادير مسقط رأسه. يحكي أسلال أن العلاقة التي تربطه بالفن ابتدأت منذ مرحلة الدراسة الإبتدائية، حيث كان واحدا من التلاميذ الذين لهم مكانة دائمة في الفرقة المسرحية بالمدرسة التي تلقى فيها تعليمه الأولي. في مرحلة التعليم الثانوي، سيلتقي رشيد بأستاذ للاجتماعيات كان رئيسا لفرقة مسرحية فيها ليتعلم أولى المبادىء الأساسية للمسرح، وهي خطوة دفعته إلى أن ينشىء فرقة مسرحية هاوية رفقة صديقه عبد اللطيف هنون، لكن الفرقة لم يُكتب لها أن تعمر طويلا، بسبب غياب فضاء للتداريب بمدينة الدشيرة، ومن ثم كانت النهاية. نهاية الفرقة المسرحية لم تمنع أسلال من مواصلة مسيرته مع أب الفنون، ليقرر أن يسلك طريقا لم يسبق لأي فنان أمازيغي أن سلكه من قبل، وهكذا كان أسلال أول فنان كوميدي يقدم عروض ال«وان مان شو»، وكان أول لقاء له مع الجمهور في جامعة ابن زهر بأكادير، بعرض يحمل عنوان “تملسيت”. يعد هذا العرض من عروضه المسرحية الأولى، يصرح أسلال ل«المساء» قائلا:”هناك عروض أخرى التقيت فيها بالجمهور في إطار أنشطة جمعوية كنت أحرص على الحضور فيها لتقديم عروض بشكل مجاني إلى غاية سنة 1996، حيث قدمت أول عرض في مسرح الهواء الطلق بأكادير حصلت فيه على أول أجرة لي بلغت حينها 800 درهم”. بعد هذا العرض سيسافر أسلال لتقديم عروض جديدة في كل من الدارالبيضاء ومراكش. وفي سنة 1999 سيصدر أول شريط سمعي بعنوان “نيگ إيدوران”، أو ما وراء الجبال. الشريط جعل صوت رشيد يصل إلى مسامع الجمهور في القرى والبوادي، بعدما كان يقدم عروضه أمام جمهور محدود في المدن، قبل أن يرى الناس صورته عندما ظهر في أول شريط فيديو سنة 2004. يملك رشيد في رصيده الفني خمسة أشرطة فيديو من صنف ال”وان مان شو”، وثلاثة سمعية، إضافة إلى أربعة أفلام شارك فيها كممثل، ولديه أيضا خمسة أفلام كتب لها السيناريو، وثمانية أفلام اشتغل فيها خلف الكاميرا كمساعد مخرج. وعن مشاريعه القادمة، يقول رشيد: “من المنتظر أن أطل على الجمهور كممثل في شريط تلفزيوني من المحتمل أن يبث على شاشة القناة الأمازيغية، بعد أن لعبت بطولة فيلم “واش” الذي بثته القناة الأولى”. وفي انتظار أن يرى التلفزيون الجديد النور، يستعد رشيد داخل مقر شركة الإنتاج التي أنشأها مؤخرا لخوض تجربة الإخراج للمرة الثانية، بعدما أخرج شريط ضيعة الهناء أو “تورتيت الهنا” بداية هذه السنة.