الفيديو الفضيحة الذي كشفت عنه جمعية مغربية كندية، والذي يظهر مجموعة من التلاميذ داخل قاعة للدرس في مجموعة مدارس أبي سليم العياشي بضواحي الراشيدية وهم يفترشون صناديق خشبية تخصص لبيع الخضر والفواكه وكراسي بلاستيكية صغيرة في غياب أدنى شروط الكرامة، يسائل بشكل كبير حكومة بنكيران وما قامت به من أجل النهوض بالبنيات التحتية التعليمية في بلادنا. لقد أظهر الفيديو حالة مزرية غير مسبوقة تعيشها مؤسسة تعليمية عمومية أقل ما يقال عنها أنها «منكوبة»، حيث يغيب عنها الحد الأدنى من الشروط التي تضمن العملية التعليمية السوية، فلا كهرباء ولا ماء ولا طاولات ولا حتى سبورة، بل فقط جدران مهترئة وصناديق للخضر تؤثث فضاء قاعة الدرس وسقف آيل للسقوط يهدد حياة عشرات الأطفال الذين يؤمونها كل يوم. إن هذه الصورة، التي تكشف بكل صراحة ملامح البؤس الذي تعيشه المدرسة العمومية، ستبقى وصمة عار على جبين المسؤولين وعلى جبين كل من وضع «العصا في رويضة» إصلاح التعليم في بلادنا. لا تهمنا اليوم التدابير التي تتخذها وزارة التربية الوطنية من أجل إدراج الباكلوريا الدولية في منظومتنا التعليمية، ولا تهمنا اقتراحات نور الدين عيوش، مدير مؤسسة «زاكورة»، التي لم يطلبها منه أحد، لإدراج الدارجة والتكنولوجيات الحديثة ضمن أساليب تعليمنا. ما يهمنا حاليا هو فقط ضمان الحدود الدنيا من البنية التحتية التعليمية في بلادنا، وأن يجد تلاميذ مجموعة مدارس أبي سليم العياشي مقاعد وطاولات كريمة تحفظ ولو جزءا يسيرا من ماء وجهنا أمام المجتمع الدولي.