تمكنت عناصر الدرك الملكي لتيزنيت، نهاية الأسبوع المنصرم، من كشف لغز جريمة قتل، راح ضحيتها متقاعد في السابعة والسبعين من العمر بمنطقة تافراوت، إذ ألقت القبض على ستة أشخاص، بينهم اثنان متورطان بشكل مباشر في الجريمة، فيما شاركهم الآخرون بالصمت وشراء المسروق أو محاولة إخفائه. خيوط الجريمة انكشفت عندما قدم أبناء الراحل شكاية إلى الدرك بتافراوت، تفيد باختفاء والدهم في ظروف غامضة، مما أسفر عن فتح تحقيق ميداني، قاد إلى اكتشاف أحد الشبان المعروفين بالمنطقة وهو يتجول على متن سيارة الضحية، فتعقبه رجال الدرك إلى أن ألقوا عليه القبض، فاعترف بعدها بتورطه رفقة زميل له في جريمة القتل. وأضافت المصادر أن المتهم الأول «ع.ك»، كان على معرفة بالضحية، وأن بحوزته أموالا كثيرة، فاستطاع إقناع صديق حميم له يدعى «م.ك»، وهو من أقربائه بضرورة القيام بعملية سطو بغية جني أموال، فترصدا حركات وسكنات الضحية عدة مرات، إلى أن خلا لهما الجو، وانفردا به بعد أن باغتاه وحيدا في منزله بدوار «تونين» بدائرة تافراوت، حيث دخلا معه في نقاش داخل بيته لما يزيد عن نصف ساعة، دون أن يدرك الضحية سبب مجيئهما، وعلى حين غرة، هَمَّ أحدهما بالدخول إلى المطبخ الخاص به، فحاول منعه، ليفاجأ بعدها بضربة قوية على مستوى مؤخرة الرأس أسقطته الأرض مغشيا عليه، ولم يكتف الجانيان بذلك، بل عمدا إلى قطع أنفاس الضحية وواصلا ضربه، إلى أن فارق الحياة، وهو ما اضطرهما إلى التفكير في سبيل للتخلص من الجثة دون إثارة انتباه أحد. لف المتهمان جثمان الضحية في إزار، ونقلاه عبر سيارته إلى مدشر «أكموت» حيث رمياه في بئر عميقة ظنا منهما أن معالم الجريمة قد اختفت، كما تمكنا قبل مغادرة بيت الضحية من سرقة بعض محتوياته من الأجهزة الالكترونية، وهي الأجهزة ذاتها التي تمكنا من بيعها في أماكن متعددة، كما حاولا بيع سيارة الضحية، مستعينين بخدمات اثنين من شباب المنطقة، وهكذا حاول الشبان الأربعة بيع السيارة بمدينة أكادير، حيث فشلت المفاوضات الأولى مع شخص مجهول الهوية، ليعاود المتهمان الأولان الكرة ويتصلا به مجددا، حيث اتفقا على بيعه سيارة الضحية بمبلغ مالي لا يتجاوز 20 ألف درهم، أقنعهم بعدها بضرورة السفر إلى فاس، من أجل استكمال إجراءات البيع والشراء، لكن مسيرتهم الإجرامية توقفت بمدينة «شيشاوة» بولاية مراكش، بعد أن باغتهم رجال الدرك ليلوذوا بالفرار تاركين وراءهم سيارة الضحية المسروقة.