بدأ في القاعات السينمائية المغربية أمس الأربعاء 14 ماي 2014 عرض الفيلم الجديد «عيد الميلاد» للمخرج لطيف لحلو. وتتم العروض الأولى بتسع قاعات، وهي ميغاراما ولانكس وريالطو بالدار البيضاء، وكوليزي وميغاراما بمراكش، ورويال بالرباط، وميغاراما بفاس، وأفينيدا بتطوان، وروكسي بطنجة. يلقي هذا الفيلم الضوء على القيم الأخلاقية والروابط الاجتماعية السائدة داخل أوساط الأثرياء في المدينة. إذ المصير المظلم هو ما ينتظر شريحة كبيرة من أسرهم، فهي غارقة في المظاهر الاجتماعية وساعية وراء المصالح المادية البراقة، مما ينتج عن ذلك واقع خادع ومفكك. كتب سيناريو الفيلم محمد العروسي وخير الدين بيوكين مع مساهمة من لطيف الحلو. وفيه تظهر المفارقة بين نموذجين أخلاقيين داخل هذه الشريحة، فسعيد الذي يتقمص شخصيته يونس ميكري، مهندس، أما زوج غيثة (أمال عيوش) فهو مناضل يساري سابق، لا يزال يحمل قيم الوفاء لمرحلة النضال السابقة، في حين أن رجل الأعمال بنبوشتى، الذي يلعب دوره حميد باسكيط، هو رفيق سابق انتقل إلى الضفة الأخرى، إلى حزب يراهن عليه لتحقيق حلم الاستوزار، وأخذ يمارس الإغراء على سعيد من أجل ضمه إلى صف «الانتهازيين». الفيلم في عمقه يقدم صورة مأساوية للمصير الذي يسقط فيه عدد كبير من أبناء هذه الأوساط الثرية التي تبني «سعادتها» على الرفاه المادي وهاجس النجاح الفردي، متجاهلة تعهد أبنائها بالرعاية والتوجيه اللازمين. ويظهر ذلك من خلال حادثة السير التي ذهب ضحيتها شاب مفرط في الرعونة، وموت آخر على عتبة المراهقة، تحت تأثير جرعة مخدرات زائدة. الملخص خلال الحفل الذي تقيمه عائلة المزني بمناسبة عيد الميلاد ال44 لغيتة سيواجه أصدقاؤها وأفرادها أحداثا غير متوقعة وفي غاية الخطورة تتسبب في ردود أفعال مثيرة تكون نقطة بداية لإعادة النظر في وسائل الراحة المادية والعاطفية، التي تعتبر أساس الرفاهية التي تحيط بهذه الشريحة من المجتمع. قصة الفيلم فيلم «عيد الميلاد» يحكي قصة مجتمع مصغر حيث الرجال والنساء يركبون السيارات الفخمة، والأبناء يدرسون في المدارس الخاصة، وحيث النساء يحترن بين رعاية البيت والأطفال أو ممارسة مهنة مهمة. الفيلم يغوص بنا في الحياة اليومية لعائلة المزني ومن خلالها يحكي قصة أربعة أزواج ينحدرون من النخبة. لكن رغم الامتيازات وحياة الرفاهية فهم في بحث دائم عن السعادة التي تهرب منهم دائما. وبالتالي فعيد الميلاد لا يدخل في نطاق القصص الخرافية، بل هو واقع نخبة تبحث عن نفسها من خلال أشياء بسيطة يمكن أن تقودها نحو السعادة. تدور أحداث الفيلم على مدى الستة أيام التي تسبق حفلة عيد الميلاد، التي تنظمها عائلة المزني، والتي من خلالها تتفاقم تحديات وتوقعات الجميع. سعيد المزني ينظم هذا الحدث الاجتماعي مرغما ويريد أن يقنع نفسه أنه لا يزال ذلك المهندس المعماري المناضل. أما زوجته غيتة فتجد في هذه المناسبة فرصة لإعادة الاعتبار لأنوثتها وحياتها الاجتماعية مع الحفاظ على توازن أسرتها. من جانبها، تعمل جميلة بكل الوسائل لتنسيق عملية اتصالات كبرى من أجل تعزيز الصعود السياسي لزوجها أحمد، في حين تعمل أديبة قصارى جهدها لملء الفراغ الناتج عن الرغبة في الأبوة الذي يعاني منه أنوار. أما ثورية فهي دائما تكافح من أجل أن تقنع نفسها والآخرين بأن الزواج ليس أمرا حتميا. من خلال هذه القصص المتقاطعة يتناول الفيلم أزمة منتصف العمر، المحطة التي يتساءل فيها المرء عن تطلعاته إذا كان قد استطاع أن يصل إلى ما كان يحلم به، وكيف كان، وكيف أصبح. الأطفال يجسدون هنا الخلافة والاستمرارية أو المرآة التي تعكس الضوء على تشوهات القرارات الازدواجية التي يختارها الآباء الذين يعانون من التمزق بين مثلهم العليا السياسية والراحة البورجوازية. الحفل الذي سينظم خارج نطاق أي منطق أو تطلعات احتفالا بعيد ميلاد غيتة ال44، سيكون مناسبة لتعرية المشاكل وإعادة الحسابات وفتح الباب أمام الكثير من الأمل...