يسلط فيلم "عيد الميلاد" للمخرج لطيف الحلو، الذي عرض أمس الأربعاء بطنجة، الضوء على القيم الأخلاقية والروابط الاجتماعية السائدة في أوساط الأسر الحضرية الثرية. ويبني هذا الفيلم، الذي يتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في المهرجان الوطني للفيلم، رؤيته لهذه الطبقة على فكرة المصير المظلم لأبناء شريحة من هذه الأسر المغرقة في المظاهر الاجتماعية والأهداف المادية، والتي تعيد إنتاج حالة تفكك عميق تلبس قناع الرفاه المادي والسعادة المزيفة. أخلاقيا، يرسم سيناريو الفيلم، الذي كتبه محمد العروسي وجيرالددين بيوكين (وساهم فيه لطيف الحلو)، مفارقة بين نموذجين أخلاقيين داخل هذه الشريحة. سعيد (يونس ميكري)، مهندس، زوج غيثة (أمال عيوش)، مناضل يساري سابق، ما يزال يحمل وفاء لقيم تلك المرحلة البعيدة، ورجل الأعمال بنبوشتى (حميد باسكيط)، رفيقه السابق الذي انتقل إلى ضفة أخرى، إلى حزب يراهن عليه لتحقيق حلم الاستوزار. وتنبني الدينامية الدرامية للعمل على الإغراء الذي يمارسه نموذج بنبوشتى على سعيد من أجل ضمه إلى جوقة "الانتهازيين". أما في خلفية المشهد، فيقدم الفيلم صورة مأساوية للمصير الذي يسقط فيه عدد من أبناء هذه الأوساط التي تبني "سعادتها" على الرفاه المادي وهاجس النجاح الفردي، متجاهلة تعهد أبنائها بالرعاية والتوجيه اللازمين. إشارة الفيلم في هذا الباب حادثة السير التي ذهب ضحيتها شاب مفرط في الرعونة، وموت آخر على عتبة المراهقة، تحت تأثير جرعة مخدرات زائدة. يذكر أن المسابقة الرسمية لمهرجان طنجة الذي يختتم مساء بعد غد السبت، تعرف مشاركة 22 فيلما طويلا و 21 فيما قصيرا.