تتوالى فضائح مشاركة وفد طنجة في الملتقى الاستثماري السنوي بدبي، شهر أبريل الماضي، حيث حصلت "المساء" على كتيب وزع على جميع الوفود الحاضرة في الملتقى يضم خريطتين للمغرب بدون الصحراء. الكتيب الخاص بإحصاءات الاستثمارات الأجنبية المباشرة عبر العالم، والذي يحمل شعار دولة الإمارات وشعار ملتقى الاستثمار بدبي، ظهرت في الصفحة ال12 منه خريطة تبين حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفريقيا، حيث بدا المغرب مقسما بخط متصل عن الصحراء، مع وضع كل طرف من الطرفين بلون مغاير. وتكرر الأمر نفسه في الصفحة ال33، حيث بدت خريطة المغرب أيضا مقسمة إلى قسمين، أصفر ورمادي، والأغرب أن واضعي الكتيب لم يقوموا برسم حدود بين السودان وجنوب السودان، الذي انفصل بشكل رسمي وعقب استفتاء أيد 99 في المائة من المشاركين فيه خيار الانفصال. وتساءلت مصادر حضرت المنتدى عن سر تغاضي الوفد المغربي، الذي مثل الحكومة فيه عبد العزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، عن هذه الفضيحة، والحال أن دورة هذه السنة استقبلت مدينة مغربية كضيف شرف، ويتعلق الأمر بمدينة طنجة. ولم تؤكد مصادر «المساء» ما إذا كان الرباح قد اطلع على الكتيب، غير أنها أكدت في المقابل أن ممثلي مدينة طنجة، الذين ظلوا بدبي طيلة فترة الملتقى، حصلوا على نسخة منه، وذكرت أسماء بعض نواب العمدة الذين حصلوا على نسخهم، من بينهم عبد الحفيظ الشركي، النائب الثالث للعمدة. واستغربت المصادر، عدم تحرك منسق الوفد، النائب الثالث للعمدة، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة الذي يقود الأغلبية الجماعية، وكذا النائبة الأولى للعمدة، سعيدة شاكر، التي ألقت كلمة باسم وفد طنجة، (عدم تحركهم) لسحب هذه النسخة، أو الانسحاب من الملتقى، أو على الأقل الاحتجاج على إدارته. وتابعت المصادر ذاتها، أن وفد طنجة، انشغل عن هذه «الفضيحة»، بأمور وصفها ب»التافهة»، مثل التسابق على الحصول على جناح خاص بفندق «ماريوت»، أو الحصول على سيارة بسائق، وتضيف مصادر «المساء» أن استمرار وفد مغربي في ملتقى لا يعترف بمغربية الصحراء، يعد «موافقة ضمنية» على هذا الموقف.