خلصت الدورة 24 من الدوري الأول للمجموعة الوطنية للنخبة، إلى معطيات جديدة، تثبت أن الرجاء منافس جاد على اللقب، رغم وجود مطاردة شرسة تشكلها أندية الوداد والجيش، وهما معا يسعيان إلى استغلال عثرات الرجاء من أجل الانقضاض على الزعامة، وتفرز من جهة ثانية أن الصراع في مناطق الذيل سيظل قائما إلى غاية الموعد الأخير من البطولة في ظل وجود أندية مهددة بالنزول. وأعاد عبد الصمد أوحقي العائد من الإصابة سيناريو الموسم الماضي حين أحرز، أول أمس الأحد، هدفا غاليا في المباراة التي استضاف فيها الرجاء منافسه القوي الدفاع الحسني الجديدي. وعزز الفريق الأخضر تموقعه في الصدارة بفارق مهم من النقط، ضاربا عصفورين بحجر واحد، وعودة غريمه التقليدي الوداد بهزيمة قاسية بهدفين دون رد في مباراته مع المغرب التطواني، والتي وضعت الفريق الأخضر في موقع مريح خاصة وأن الوداد يركز في حساباته على انتزاع الزعامة من جاره الرجاء. وخاض الرجاء مباراته مع الدفاع الجديدي في حلة جديدة خضعت لضوابط تقنية مغايرة، إذ عمد البرتغالي خوصي روماو إلى إشراك السنغالي سير ديا ومحمد أولحاج لشغل وسط الميدان رفقة سعيد فتاح، مع إدخال العائد عبد الصمد أوحقي في الجهة اليمنى عوض محسن متولي الموقوف وكلف مراد عيني بمسؤولية محور الدفاع رفقة عبد اللطيف جريندو، وخلقت اختيارات روماو في هذا اللقاء ديناميكية فعالة في مردود الرجاء قدم خلالها لاعبو الفريق عروضا لائقة وقوية، بعدما ظهر محور الوسط بفعالية كبيرة وقام بامتياز بازدواجية المهام بين تنظيم العمليات الهجومية والتغطية الدفاعية، حيث أبطل ثلاثي هذا المحور بتنسيق مع الدفاع، فعالية المنافس الذي دخل اللقاء بجل عناصره الأساسية باستثناء عبد الله لهوى. وسحق الجيش الملكي ضيفه أولمبيك خريبكة بخمسة أهداف دون مقابل، في مباراة شهدت احتجاجات قوية على عبد الرحيم الشرقاوي حكم المباراة، بدعوى احتسابه لضربتي جزاء وصفها الخريبكيون ب»ضرب من الخيال»، لفائدة الفريق العسكري، والتي أوقعت لاعبي الأولمبيك في نرفزة وقلق أثرا على تركيزهم في اللقاء، وعرضتهم إلى تلقي العديد من البطاقات الصفراء تحت ضغط نكسة قوة الهزيمة، وبدت خطوطه الفريق متفككة وغير قادرة على استدراك الموقف، ولم يتمكن مدربه الفرنسي طاردي من تحرير لاعبيه من هذا الضغط وظل بدوره شاردا أمام استقبال شباك فريقه هدفا تلو الآخر. وخاض الفريق العسكري مباراته مع «لوصيكا» دون مدربه محمد فاخر الذي لم يحضر اللقاء بعد تعرضه لمرض مفاجأ، وعوضه في كرسي البدلاء جعفر المعد البدني، الذي قاد الجيش إلى إحراز فوز مكنه من انتزاع المركز الثالث من الوداد ودفع بالاولمبيك إلى احتلال المركز السادس. وفشل الوداد في حصد نتيجة مرضية في المباراة التي حل فيها ضيفا على منافسه المغرب التطواني، حينما هزم بهدفين دون مقابل، في لقاء عانى فيه الزوار كثيرا في فرض أسلوب لعبهم والتصدي لخطورة الفريق المحلي، الذي شكل ضغطا قويا على دفاع زملاء هشام اللويسي ومتاعب للحارس نادر لمياغري خاصة من خلال الضربات الثابتة التي كادت تهز شباكه في العديد من المناسبات لولا تدخلاته الناجحة. ذلك أن لاعبي المغرب التطواني دخلوا اللقاء بعزيمة قوية لتأكيد صحوة الأسبوع المنصرم وكسب الرهان للاطمئنان على مستقبل فريقهم، لتفادي كل الحسابات الضيقة في ظل وجود تسع نقط كفارق عن الرجاء مع مباراة مؤجلة للفريق الأحمر. واحتفظ الجمعية السلاوية بنسق إطاحته بضيوفه بعدما أضاف إلى ضحاياه، المغرب الفاسي حين هزمه بهدفين دون مقابل في مباراة أكدت العمل الجاد الذي يقوم به يوسف لمريني مدرب الفريق. وتمكن الجمعية بموجب فوزه على «الماص» من تسلق مرتبتين، إذ أضحى يحتل المركز الخامس برصيد 36 نقطة على بعد خمس نقط عن المركز الثاني، مما يعطيه دفعة قوية للتباري على مرتبة جد متقدمة تخوله المشاركة في الاستحقاقات الإفريقية أو العربية.