أقدم شاب من ممتهني تجارة التهريب المعيشي، صباح أول أمس الخميس، على صبّ البنزين على جسده وإضرام النار فيه بالقرب من إدارة الجمارك ببني انصار، احتجاجا على ما اعتبره «حكرة» بعد أن قامت العناصر الجمركية بحجز سلعه المتمثلة في مواد غذائية، كان ينوي تهريبها إلى أسواق الناظور، مثل عشرات الآلاف من المواطنين الممارسين لأنشطة التهريب المعيشي . الشاب «مصطفى. ش» (35 سنة) الذي يتحدر من زايو، أصيب بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة في مختلف أنحاء جسمه، استدعت نقله في حالة حرجة صوب المستشفى الحسني بالناظور ومنه إلى المركز الاستشفائي بمكناس لتلقي العلاجات الضرورية، في الوقت الذي استنفرت الأجهزة الأمنية عناصرها لتطويق المكان ومنع احتجاجات مفترضة لممتهني التهريب المعيشي من مليلية المحتلة . وتعود تفاصيل الحادث حين أقدمت العناصر الجمركية على حجز سلعته المتواضعة بمعبر بني انصار، في الوقت الذي يعبر آلاف المواطنين الممارسين للتهريب المعيشي محملين بأطنان من السلع والبضائع المستقدمة من مليلية المحتلة، حيث أحس الشاب بالظلم والحكرة، مما أثار غضبه ودخل في ملاسنات مع العناصر الجمركية، التي لم يجد لديها تفهما فعمد إلى صبّ البنزين على جسده وإحراق ذاته. الحادث الذي عاينه مئات المواطنين استنفر العناصر الأمنية والجمركية، وعرف المعبر الحدودي حالة من الترقب والهلع وسط ممتهني التهريب المعيشي، كما خففت عناصر الجمارك من إجراءاتها التفتيشية الصارمة في محاولة منها لامتصاص غضب مئات الممارسين لتجارة التهريب المعيشي التي تبقى مصدر رزقهم الوحيد الذي يضمن قوت أبنائهم وأسرهم بالمنطقة كلّها.