في غياب أي تدخل لوزارة الصحة، دخلت ولاية جهة مكناس تافيلالت على خط أزمة «موت محقق» عاشها أكبر مستشفيات الجهة للأم والطفل، بعد «فراغ» دام أكثر من أربعة أيام من الأطباء. وعمد والي الجهة، أحمد الموساوي، الذي سبق له أن وصف القطاع الصحي بالمنطقة ب«المعطوب»، إلى الاستعانة بأطباء من القطاع الخاص لتجاوز هذا الفراغ القاتل في مستشفى «بانيو» الذي يستقبل جل حالات الولادة بالجهة، حيث يسجل ما يقرب من 13 ألف ولادة سنويا. واستغربت المصادر غياب الأطباء في مستشفى كبير وحيوي مثل هذا المستشفى، في جهة تعاني مناطقها من غياب البنيات التحتية الاستشفائية. وقالت إنه لولا الاستعانة بأطباء من القطاع الخاص، لمدة تقارب 4 أيام، الأسبوع الماضي لحلت كوارث في مستشفى «بانيو للأم والطفل». ويعاني هذا المستشفى من الغياب المتكرر للأطقم الطبية، فيما تورد المصادر بأن هذا الوضع يجبر العائلات على ارتياد عيادات القطاع الخاص، فيما يفرض على النساء الحوامل القادمات من مناطق بعيدة (الحاجب وخنيفرة..)، واللواتي يعانين من أوضاع اجتماعية هشة، العودة أدراجهن إلى منازلهن، مع ما يمكن أن يشكله ذلك من خطر على صحتهن، وصحة الأجنة. واستغربت مصادر نقابية وجود مستشفى كبير بالجهة بدون طبيب حراسة مختص للنساء، وانتقدت ما أسمته عدم احترام نظام الحراسة، موردة بأن أطباء مستشفى «سيدي سعيد» و«بانيو» يقومون بحراسة واحدة فقط في هذا الأخير، رغم أن عدد الأطباء يصل إلى 7 اختصاصيين، ويفرض هذا الوضع على الممرضات والقابلات التدخل لمواجهة ما يمكن مواجهته، لكن مخاطر المتابعة، وعدم وجود إطار للحماية القانونية، تهددهن في حال مواجهة أخطاء طبية.