الظاهر أن حملة «التطهير» التي دشنها حزب الأصالة والمعاصرة لم تتوقف عند تجميد عضوية قياديين بارزين في الحزب بجهة الدارالبيضاء، حيث كشفت مصادر مطلعة أن المكتب السياسي قرر أن يجمد عضوية اثنين من أعضاء المجلس الوطني على خلفية ما وصفته المصادر ذاتها ب«الخروج عن ضوابط الحزب وعدم الانضباط لخطه السياسي». ويتعلق الأمر، حسب مصادرنا، بالكاتب المحلي لحزب «الجرار» في مدينة الهرهورة، وعضو آخر ينتمي إلى الحزب بالرباط، بينما ينتظر أن يبت المكتب السياسي في ملفات كثيرة عرضتها عليه لجنة الأخلاقيات في الأيام الماضية. في السياق نفسه، أكدت مصادرنا أن لجنة الأخلاقيات توصلت بالكثير من الشكايات والملفات، كانت وراء تجميد عضوية أعضاء المجلس الوطني، فيما لم يتمكن المكتب السياسي، إلى حدود الساعة، من الحسم في الكثير من الملفات، منها ملفات مستشارين جماعيين بمدينة سلا، في مقدمتهم محمد بنعطية. وأوضحت مصادرنا أن المكتب السياسي حسم في اجتماعه الأخير في وضعية كوثر بنحمو، القيادية في الحزب، وقرر أن «يدفعها» خارج المكتب السياسي للحزب بعد أن اكتنف الغموض مصيرها أمام حرب التصريحات التي تبادلها أعضاء من البام من جهة وبنحمو من جهة أخرى. وأبرزت مصادرنا أن الأسباب الثاوية وراء تجميد عضوية كوثر بنحمو يعود بالأساس إلى «إفشاء مداولات المكتب السياسي، الشيء الذي يعد خرقا حقيقيا للقانون». وأكدت مصادرنا أن بعض التصريحات الصحفية التي أطلقتها كوثر بنحمو في الفترة الأخيرة عجلت باتخاذ قرار طردها بشكل نهائي من الحزب. وبينما ضربت سرية كبيرة حول الملفات المعروضة أمام أنظار المكتب السياسي ل«البام»، أسرت مصادر للجريدة أن اتخاذ قرار تجميد قياديين في الحزب بجهة الدارالبيضاء خلف نقاشا حادا داخل المكتب السياسي قبل أن يستقر الأمر على التريث في «معالجة ملف البرلمانية فريدة النعيمي»، حيث أشارت مصادرنا إلى أن الاجتماع المقبل من المكتب السياسي سيحسم في قضية بقائها في «البام» من عدمه.