أن تُحتجز داخل المجازر البلدية للمحمدية أبقارٌ في حالة احتضار كانت موجهة إلى الذبح من أجل إخراجها بعد ذلك إلى المستهلك، سواء بطريقة مباشرة كلحوم أو غير مباشرة بتحويلها إلى مشتقات لحوم، هو أمر بالغ الخطورة، لأنه يقلب جميع المفاهيم لدى السلطات الصحية والمستهلكين الذين يتخوفون من الذبيحة السرية التي تتم خارج أي مراقبة صحية، فأن يتم ذبح أبقار غير صالحة للاستهلاك داخل المجازر العمومية وختم لحومها بخاتم المصالح البيطرية هو جريمة تقترف في حق آلاف المغاربة الذين يمكن أن يتناولوا تلك اللحوم غير الصالحة للاستهلاك، ويجب التعامل معها بحزم لأنها تتم في إطار مجموعة من ظروف التشديد. إن حادث المحمدية يفقد المستهلك المغربي الثقة في اللحوم التي يستهلكها، ولم تعد الذبيحة السرية وحدها الهاجس الوحيد الذي يؤرق هذا المستهلك الذي يذهب كل يوم ضحية أشخاص جشعين كل هدفهم هو تحقيق الربح السريع ومراكمة الثروات ولو على حساب صحة المغاربة لأن معدلات السرطانات في ارتفاع، ولذلك يجب على السلطات المختصة تشديد المراقبة على المجازر لمنع دخول أي حيوانات لا تتوفر فيها الشروط الصحية والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المتاجرة بصحة المغاربة لأن التعامل بتساهل مع هؤلاء سيكلف ميزانية الدولة ملايير الدراهم في توفير العلاج لآلاف المرضى الذين كل ذنبهم أنهم تناولوا لحوما فاسدة.