وصف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي بالاعتداء الإجرامي من طرف جهات معروفة، وقال إن العنف مدان من أي جهة كانت، وأن على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن الجو السلمي في المجتمع الذي يسمح بتدافع الأفكار وبحسن الاختيار. ووجه بنكيران، ظهر أمس، في المهرجان الخطابي الذي نظمته شبيبة حزبه بقاعة نجيب النعامي بالجديدة، في إطار اختتام حملتها الوطنية، رسالة إلى شبيبة الحزب، داعيا إياهم إلى عدم الرد على الحدث بالعنف الذي قال إنهم رفضوه منذ مدة، وقال إن والدة الطالب الحسناوي قالت له إنها سامحت من قتلوه، مؤكدا أن مسؤولية الدولة لن تسمح بمثل هذا الحدث، وأن التحريات جارية لتحديد قاتله، وأن توجيهات الملك ذهبت إلى عدم السماح بالعنف داخل الجامعات بعد اليوم. من جانب آخر، لم يستطع بنكيران إخفاء إحساسه بمرارة ضياع المقعدين البرلمانيين بدائرتي مولاي يعقوب وسيدي إفني، رغم أنه حاول التقليل من خسارة المقعدين اللذين قال إنهما لن يغيرا من استمرار حزبه في قيادة الحكومة الحالية، كما عبر عن تفاجئه بما وقع في سيدي إفني قائلا: «مافهمناش كيفاش هاد الحزب صحابو كلهم خواو ليه الطريق»، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة الذي فاز بالمقعد، وكذا إلى أحزاب مشاركة في التحالف الحكومي. وقال أمين عام حزب «المصباح»: «أنا جاي غير نعاون» ردا على من قال إنهم يعارضونه بالبلطجة والفساد والاستبداد، داعيا إياهم إلى عدم تضييع وقتهم في معارضته. وأكد بنكيران أنه لم يأت رغما عن المغاربة، بل جاء في وقت الشدة وبصعوبة، وأن المغاربة لم يصوتوا عليه لكونه وعدهم برفع نسبة النمو إلى 7 في المائة أو رفع السميك إلى 3000 درهم، بل صوتوا عليه في وقت الشدة، التي توقفت فيها حركة الشارع مباشرة بعد تشكيل الحكومة. وجدد بنكيران تأكيده على تقليص حكومته للموارد المالية التي كانت ترصد لصندوق المقاصة من 57 مليارا إلى 35 مليار درهم خلال هذه السنة. وبخصوص الحديث عن الغلاء في المعيشة قال بنكيران إن المغاربة لهم الحق في الحديث عن الغلاء فقط في بعض المواد البترولية التي ارتفعت سومتها عالميا ولم يكن مقبولا الاستمرار ببيعها بنفس الأثمنة السابقة. يذكر أن المهرجان الخطابي رافقته احتجاجات قوية للمعطلين، الذين تمت محاصرتهم بشكل محكم من طرف عناصر الأمن والقوات المساعدة خارج قاعة نجيب النعامي، لكن شعاراتهم المطالبة برحيل رئيس الحكومة والمنتقدة لسياستها في مجال التشغيل وكذا صوت صفاراتهم كانت تصل إلى داخل القاعة. كما تم نقل عنصرين من المعطلين المحتجين إلى المستشفى إثر سقوط قطع زجاجية فوق رؤوسهم من إحدى نافذات القاعة التي كانت تحاصرهم تحتها قوات الأمن. كما حاول المعطلون محاصرة بنكيران أثناء خروجه، إلا أن الطوق الأمني عليهم كان محكما بقوة، لكنهم استمروا في رفع الشعارات ضده وضد حكومته.