خيب الرجاء البيضاوي ظن الآلاف من الجمهور الذي شد الرحال إلى مدينة مراكش لمناصرته في المنازلة التي جمعته بفريق الكوكب المحلي، برسم الجولة السادسة و العشرين من منافسات الدوري الوطني الاحترافي، بعدما كان هؤلاء يمنون النفس باستمرار فريقهم في حصد الأخضر و اليابس ، على غرار المباريات الخمس السابقة لينفرد فريقهم بالمتزعم المغرب التطواني في مرحلة « الفينيش « الذي يفضي للتتويج ببطولة الموسم الجاري، و بالتالي الحفاظ على مقعده ضمن الفرق العالمية التي ستتبارى على كاس العالم للأندية المزمع تنظيمها للمرة الثانية بالمغرب. و نجح لاعبو الكوكب المراكشي في شل الآلة الرجاوية تماما بعد فترة تأمل و قراءة لمجريات تحركاتهم مباشرة بعد عشرين دقيقة على انطلاق المباراة، ليأخذوا المبادرة بتهديد شباك الحارس خالد عسكري في أكثر من مناسبة، و كانوا قاب قوسين من الخروج متفوقين منها لولا معاكسة الحظ أحيانا و غياب الخبرة لدى المهاجمين البهجة و البديل الصباني أحيانا أخرى. أهمية المباراة بالنسبة لتموضع الفريقين على سبورة الترتيب و رغبتهما الجامحة في تضييق الخناق على الفريق المتزعم، حالتا دون استمتاع الجمهور الغفير، في حين دخل لاعبو الرجاء مع توالي الدقائق حالة من القلق و التوتر فشل فوزي البنزرتي في إخراجهم منها، ليجثم عليهم الضغط و تتوتر الأعصاب لدرجة الانفلات أحيانا، كما حصل مع ياسين الصالحي تجاه سفيان البهجة، و دجيدجي كوكو تجاه البنزرتي، لتزيد صافرة الحكم النوني و التوقفات الإضطرارية من إفراغ المباراة من قيمتها الفنية. و في تحليل مقتضب لأطوار المباراة، اعتبر هلال الطاير، الذي ناب عن المدرب فوزي البنزرتي، أن نتيجة التعادل المسجلة مقبولة بحكم القوة و الحضور اللذين ميزا أداء لاعبي الكوكب، منوها بالظهيرين الأيمن و الأيسر للفريق المهدي الزبيري و عبد الجليل جبيرة، كما اعتبر الطاير التشنجات التي اعترت لاعبي فريقه و الطاقم التقني، عقب نهاية المباراة، بالشأن الداخلي و التي تبقى عادية بدخولها في نطاق حرارة لعب كرة القدم. و عزا الطاير الضغط الذي سيطر على لاعبيه إلى النتائج الإيجابية التي بصم عليها فريقه في لقاءاته الأخيرة باعتبارها فتحت الشهية للمنافسة على التتويج ببطولة الموسم، و عاد مساعد البنزرتي ليؤكد على أن مصير فريقه مازال بيده و أن كل الحظوظ قائمة. و نفى الطاير أن تكون الطراوة البدنية قد خانت لاعبيه بقدر ما كان بطء الإيقاع هو ما سنح للاعبي الكوكب المراكشي باستغلال أكثر للمساحات. من جهته، أكد هشام الدميعي أن فريقه نجح في اختراق دفاع فريق الرجاء البيضاوي و هدد شباكه أكثر من مرة ليضيع فوزا ثمينا من جعبته ، لكنه عاد مع ذلك ليذكر بالدقائق الأولى للمباراة و أخطاء فردية ارتكبها لاعبوه كاد أن يؤدي عنها الفريق ثمنا باهظا. واعتبر الدميعي التشكيلة الرجاوية التي واجهها بالأقوى مقارنة بسابقتها في مرحلة الذهاب و التي اعتراها الشرود بعد عودتها من موندياليتو الأندية، مستدلا بما حققته المجموعة الخضراء بالتوالي مؤخرا، و استرجاع كل العناصر الرسمية. مراكش: المصطفى مندخ