تتخوف عشرات الأسر، التي وقعت ضحية عملية نصب كبيرة في فضيحة «كدية التهامي» العقارية بطنجة، قبل سنة، من «التماطل» في حسم الملف قضائيا، رغم توفرها على الوثائق التي تدعم موقفها، إذ لم تعقد بعد أي جلسة بحجة عدم توصل الطرف الآخر بالاستدعاء. وكانت 36 أسرة أغلبيتها مقيمة بديار المهجر، قد اكتشفت الصيف الماضي، أن مساكنها التي بنيت بعضها قبل 20 سنة، قد بيعت في مزاد علني قبل سنة، لفائدة مستشار جماعي ومستثمر عقاري، على أساس أن المساحة التي اقتنوها «أرض عارية». المساكن الموجودة بحي المجاهدين، كان أصحابها قد اقتنوا أوعيتها العقارية المعروفة ب»كدية التهامي»، من المالك الأصلي، وشرعوا قبل عقدين من الزمن في البناء فوقها، وقد حصلت «المساء» على نسخ من عقود البيع والتجزيء ورخص البناء الخاصة بأصحاب المنازل. غير أن المفاجأة الصادمة اكتشفت الصيف الماضي، عندما أراد بعض ملاك المنازل تحفيظها، ليجدوا أن مستشارا جماعيا بالمجلس الجماعي لطنجة، وهو أيضا مرشح سابق للانتخابات البرلمانية، قد قام، رفقة شريكه المستثمر العقاري، بتحفيظ الأوعية العقارية بأسمائهم على أساس أنها أرض عارية، بعدما اقتنوها في مزاد علني. المفاجأة الكبرى التي اكتشفها ملاك المنازل، هي أن المحكمة التي أمرت ببيع الأرض في المزاد العلني، بدورها وقعت ضحية عملية نصب كبيرة، بطلها خبير محلف، والذي أعد تقريرا زعم فيه أن الأرض عارية، متجاهلا وجود بنايات فوقها منذ 20 عاما، لتقضي ببيعها في المزاد إثر حجزها من ورثة المالك الأصلي. وحسب إحدى المتضررات فإن الأغلبية العظمى من أصحاب المنازل القاطنين في الخارج، والذين تتجاوز مساحات مساكنهم 300 متر مربع، لم يعلموا بهذه الفضيحة إلا بد أن نشرت «المساء» مقالا بخصوصها قبل أشهر، ليشرعوا في الإجراءات القضائية، في حين أن آخرين مازالوا إلى الآن لا يعرفون شيئا عما حدث. ورفع المتضررون دعاوى قضائية ضد الخبير المحلف، وضد المستشار الجماعي وشريكه المستثمر العقاري، معززة بالوثائق التي تثبت اقتناء الأراضي والبناء فوقها بطريقة قانونية، غير أنهم أبدوا قلقهم من «التماطل» في حسم الملف، مستغربين عدم توصل المعنيين بالأمر بالاستدعاءات، كما عبروا عن قلقهم من أن يعرف مسار القضية «تلاعبات» خلال تواجدهم بديار المهجر. وحسب مجموعة من المتضررين الذين التقتهم «المساء»، فإن عملية النصب هذه تسببت لهم في مشاكل أسرية وصحية بالجملة، خاصة وأن جلهم من المتقاعدين أو الذين اقتربوا من سن التقاعد، الذين كانوا يأملون في الاستقرار ببلدهم بعد سنوات طويلة من الاغتراب، مضيفين أن إحدى السيدات أصيبت بنوبة قلبية بعد علمها بما جرى.