بعد انتظار طويل، وبعد مطالبة سكان كثيرين بضرورة تحرير الملك العمومي في عدد من المناطق بالحي الحسني، تحركت جرافات السلطات المحلية الاثنين الماضي لوضع حد لظاهرة احتلال الملك العمومي في شارع أفغانستان، الذي يعد واحدا من أهم شوارع هذه المنطقة. واعتبر مصدر مطلع ل"المساء" أن حملة سلطات الحي الحسني في شارع أفغانستان جاءت متأخرة كثيرا، خاصة أنه سبق أن طالب العديد من سكان المنطقة بتحرير الملك العمومي في الحي الحسني، وقال: "الحملة جاءت متأخرة... فالأمر لم يعد يتعلق بباعة متجولين يقومون بعملية البيع ويغادرون، بل إنه تم نصب الخيام وأصبحت عملية البيع والشراء مسألة ثابتة". وأوضح المصدر ذاته أن هذه الحملة تأتي في إطار السعي إلى تحرير الملك العمومي في الحي الحسني، إذ سبق أن تم استئصال هذه الظاهرة في كل من الحاج فاتح والزوبير في الألفة، وأضاف قائلا: "لم يعد للباعة المتجولين أي مكان في الزوبير والحاج فاتح، فقد كانت بعض أزقة هاتين المنطقتين محتلة من قبل بعض الباعة، وهو ما كان يثير استياء العديد من المواطنين". وإذا كان بعض التجار عبروا عن غضبهم من حملة السلطات المحلية في الحي الحسني، فإن مواطنين كثيرين ثمنوا، بالمقابل، هذه الحملة، إذ قال أحد المواطنين في هذا الصدد "المسألة إيجابية جدا، إذ لا يعقل استمرار احتلال الملك العمومي في هذه المنطقة". مصدر "المساء" وإن لم يخف تأييده لهذه الحملة، فإنه أكد أنه من الضروري البحث عن فضاءات أخرى للبيع والشراء، إذ قال موضحا: "لقد سبق أن تم طرح فكرة استغلال بعض الساحات من قبل الباعة المتجولين شريطة أن يكون هذا الأمر مقتصرا على ساعات محدودة"، ولكن هل تتوفر مقاطعة الحي الحسني على وعاء عقاري يسمح بهذه العملية تتساءل "المساء"؟ الجواب بالنسبة إلى المصدر ذاته كان بالإيجاب، مؤكدا أنه يمكن استغلال بعض الساحات لهذا الغرض. وقال نجيب عمور، رئيس مقاطعة الحي الحسني في تصريح ل"المساء" إنه لابد من استغلال بعض الساحات وفتحها أمام الباعة المتجولين مع احترام وقت محدد لهذه العملية"، وأضاف أن الأولوية لا بد أن تمنح لأبناء المنطقة، الذين يحترفون حرفة البيع والشراء. وانطلقت منذ شهور حملة جديدة في الدارالبيضاء ضد الباعة المتجولين، أسفرت عن تحرير واحد من الشوارع الرئيسة في الدارالبيضاء هو شارع محمد السادس، حيث لم يعد للفراشة أي وجود في هذه المنطقة، الأمر الذي أثار استحسان الكثير من السائقين الذين يمرون يوميا من هذا الشارع، والذين لم يخفوا إبان عملية التحرير إعجابهم بها، مؤكدين أن عملية تحرير شارع محمد السادس خطوة إلى الأمام، كما أنه تم تحرير الكثير من المناطق في الحي المحمدي والبرنوصي. وكانت قضية "استعمار" بعض الباعة المتجولين للشارع العام نقطة سلبية في الدارالبيضاء، ولم تتمكن سلطات المدينة خلال العقدين الأخيرين من استئصالها، ما جعلها تتنامى بشكل كبير في مجموعة من المناطق.