شنت السلطات المحلية بالحي الحسني بالدار البيضاء، ليلة الثلاثاء الأربعاء، ابتداء من الحادية عشرة مساء وحتى الرابعة صباحا، حملة «تطهير» همت ساحة الأخطل ومحيط الدائرة الأمنية 16 ومحيط السوق البلدي ودرب الوردة وشارع أفغانستان من الباعة المتجولين الذين يحتلون الشارع، حيث ينصبون خياما يضعون فيها سلعهم، مما أضفى على المنطقة شكلا عشوائيا بالإضافة إلى مشكل احتلال الملك العمومي وهو ما أثر على عملية السير والجولان بالمنطقة، يقول مصدر مسؤول. وأكدت مصادر «المساء» أن السلطات تمكنت من هدم وإزالة كل العربات المجرورة التي كانت تحتل المناطق المذكورة، وهو ما خلف ارتياحا واسعا في صفوف سكان هذه الأحياء، في حين تفاجأ عدد من الباعة بهذه العملية التي تمت في ساعات متأخرة من الليل، متسائلين عن البديل الذي توفره هذه السلطات للباعة المتجولين الذين يعيشون من مداخيل هذه المهنة، التي قالوا إنها «مهينة» بسبب ما يتعرضون له باستمرار من عراقيل وتضييق من طرف الجهات المسؤولة التي «لا تهتم لأمر هذه الفئة العريضة من المجتمع بقدر ما تهتم بالجانب الجمالي للمدينة». وأضافت المصادر ذاتها أن السلطات المسؤولة مطالبة بإيجاد بديل لهؤلاء وتوفير فرص شغل للعاطلين الذين اضطروا إلى الاحتماء بهذه المهن للخروج من وضعية البطالة التي ظلوا يتخبطون فيها لعدة سنوات، غير أن مثل هذه المضايقات، التي يتعرضون لها والتي تكبدهم العديد من الخسائر بسبب إتلاف سلعهم، تزيد من مشاكلهم ومن الأزمات النفسية التي يمرون بها، إذ يكفي، يقول عبد الصمد (بائع متجول مجاز): «أننا رضينا قهرا بهذا العمل المهين الذي نفقد فيه يوميا كرامتنا، علما أن الكثير من الباعة المتجولين هم من الفئات الشابة الحاملة للشهادات والدبلومات العليا، والتي يجب دعمها ومساعدتها، عوض ما تتعرض له، لأنها تكسب قوتها بالكد والجهد عوض أشياء أخرى قد تزيد من المشاكل التي يعيشها المغرب». وأضاف المصدر ذاته أن «السلطات المسؤولة مطالبة بإيجاد حل عاجل لكل هؤلاء الباعة المتجولين الذين كانوا «ضحية» هذه العملية ولغيرها من العمليات التي تتم بعدة مناطق عبر التراب الوطني وليس الحي الحسني فقط. نريد أسواقا نموذجية تكون أكثر طمأنينة لأننا أيضا لا نحتمل العمل على هذه الشاكلة». وأكد المصدر المسؤول نفسه أن مسألة إنشاء أسواق نموذجية أو ما شابهها يدخل في اختصاص جهات أخرى من قبيل الجماعة الحضرية، في حين أن الدور المنوط بالسلطة المحلية هو محاربة مظاهر العشوائية وسيادة النظام بالشوارع العمومية. وأضاف المصدر ذاته أنه لم يتم العبث بالسلع التي كانت بالمناطق التي تم إخلاؤها بل إن أصحابها تسلموها وأن ما تم التخلص منه في مطرح النفايات لا يتجاوز متلاشيات وأزبال هي من مخلفات الباعة المتجولين أنفسهم.