الباعة المتجولون حطب لصراعات سياسية إنتخابية و العامل الجديد مطالب بمقاربة فعالة تعمم الحزم و الصرامة على الجميع أريفينو/حسن المرابط يبدو أن عامل الناظور الجديد العاقل بنتهامي إنتهى من دراسة بعض الملفات و بدأ يصدر قراراته و تعليماته بشأنها، و يبدو ان إستحواذ بائعي الخضر المتجولين على شوارع و ازقة الناظور كان من بين أولى الملفات التي أصدر فيها بنتهامي تعليماته... و هكذا شوهد مسؤولو الإدارة الترابية بتعليمات منه معززين بقوات الامن و هم يقومون بحملات واسعة بعدد من الاسواق العشوائية بالمدينة لطرد الباعة العشوائيين أو التضييق عليهم عبر حجز سلعهم و عرباتهم المجرورة... و بعيدا عن أي معالجة شعبوية تدافع عن الفوضى التي أصبحت واقعا يفتخر به البعض، فإن مصادر مسؤولة تتابع الموضوع أكدت لأريفينو أن الاوان قد وصل للتدخل بقوة في ملف الأسواق العشوائية خاصة و أن المشاريع الهيكلية الكبرى و التي صرفت و تصرف عليها ملايير السنتيمات تصبح بدون جدوى أمام الإحتلال العشوائي لشوارع الناظور من طرف الباعة المتجولين... و ضرب مصدرنا مثالا بسوقين شهيرين بالناظور هما سوق إشوماي و سوق لعري الشيخ الذين سبق و عرفا إتفاقات و شراكات بين المجلس البلدي و الباعة قضت ببناء سوق نموذجي مكان القديم في حالة لعري الشيخ و و ترحيل الباعة و بناء سوق نموذجي لهم بالجوطية في حالة سوق إشوماي و تحويل مكان السوق القديم لحديقة عمومية و لكن بناء هذه الاسواق لم يمنع عددا من الباعة للعودة مرة أخرى للفوضى عبر إحتلال الازقة المحيطة بسوق لعري الشيخ و العودة لمقر سوق إشوماي الفوضوي القديم و إحتلاله مرة أخرى و بذلك يكشف الزمن أن هذا النوع من الإتفاقات لا تلبث أن تتحول لحبر على ورق... كما يضيف مصدرنا أن إنخراط المجلس البلدي في حوار مع جمعيات التجار المتجولين و تشكيل لجنة مشتركة لدراسة الحلول الممكنة لم يمنع العامل الجديد من إتخاذ قرارات صارمة في الموضوع مما يحيل لتكهنات سابقة بكون إنخراط البلدية في الموضوع لم يكن إلا لنزع فتيل أزمة ذات أبعاد سياسية بين الاغلبية الحاكمة في المجلس و المعارضة الحالية التي يعرف انها كانت وراء خلق جمعية الباعة المتجولين و حصلت في الإنتخابات السابقة على أصواتهم خاصة بإكوناف و إشوماي و بالتالي أن طارق يحيى ناور فقط لإستمالة الأنصار السابقين لمعارضيه و الذين يقودهم محمد بودهان عضو المجلس عن الاحرار من على منبر نقابة الإتحاد المغربي للشغل. على العموم فكما للقضية بعد إنتخابي محض على بعد شهور من الإنتخابات البرلمانية فإن لها بعدا إداريا أيضا فهؤلاء الباعة يدفعون اتاوات يومية لممثلي مختلف القطاعات الترابية و الامنية و تلك الدراهم المعدودة التي يلمها المخازنية هي من تهدد اليوم بإفساد مشاريع بملايير السنتيمات... إن العامل الجديد مطالب بالمضي قدما في خطته لتفكيك المستعمرات التي ينشئها الباعة المتجولون بمختلف مناطق المدينة و التي يعرف رجال الامن انها من اكثر النقاط الامنية سوادا بحكم إنتشار عمليات النشل و السرقة بها و لكنه مطالب بالإضافة للحزم بخطة موازية لإيجاد بدائل معقولة لهؤلاء الباعة بعيدا عن المناورات السياسية لبعض المنتخبين و التي تستهدف إبقاء الوضع على ما هو عليه لغاية مرور الإستحقاق الإتتخابي لجني الثمار كما انه مطالب أكثر بالضرب بيد من حديد على من يشجعون قيام الاسواق العشوائية من أعوان السلطة و الامن و رؤسائهم و إلا فإن العاقل سيفشل كما فشل من قبله لفتيت و بنذهيبة و علوش ليبقى الوضع على ما هو عليه.