سيتضاعف متوسط حجم الماء الصالح للشرب الموزع في الدارالبيضاء بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، إذ سيصل الحجم اليومي الموزع في 2030 إلى 753.000 متر مكعب، وذلك حسب معلومات مستقاة من شركة "ليدك" المكلفة بتدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل في الدارالبيضاء. وعلمت "المساء"، حسب المعلومات ذاتها، أنه في 9 يوليوز من السنة الماضية بلغ حجم التوزيع اليومي للماء 650.000 متر مكعب، ويعد ذلك رقما قياسيا، على اعتبار أنه خلال السنة الماضية وصل حجم المتوسط اليومي الموزع في الدارالبيضاء 528.000 متر مكعب. وتضيف المعلومات ذاتها أن أكثر من 20.000 تسرب تم اكتشافها وإصلاحها سنة 2013، وأن مدة جريان التسربات تقلصت إلى أكثر من النصف، وأن حوالي 36 مليون متر مكعب من الماء الشروب تم اقتصادها سنة 2013 مقارنة بسنة 1997، وهو ما يعادل الحجم الضروري لأكثر من مليون ساكن. الاشتغال بالماء الصالح للشرب ليس محليا، بل إن مجموعة من المنظمات المهتمة بالماء الصالح للشرب تؤكد على ضرورة ترشيد استعمال هذا الماء، حيث يؤكد بعض العارفين بهذا المجال أن الحروب التي سيعرفها العالم مستقبلا ستكون حول الماء الصالح للشرب. في الدارالبيضاء، سبق أن تم طرح قضية شغلت الرأي العام المحلي بشكل كبير، وهي التي تتعلق بوجود تلوث في الماء الصالح للشرب، حيث اتهم بعض المستشارين في المجلس الجماعي شركة "ليدك" بتوزيع ماء لا يتوفر على شروط السلامة الصحية، وطالبوا بضرورة فتح تحقيق في هذه القضية، ومن بينهم من لا يزال مصرا على هذا الاتهام، كالمستشار مصطفى رهين (العضو المستقل في مجلس المدينة)، الذي قال ل"المساء" "إذا كانت ليدك تقول بأن الماء الموزع يتوفر على المعايير.. فإن ذلك يعد ردا على قضاء المجلس الجهوي للحسابات الذين أكدوا في تقرير 2009 أن المياه الموزعة في أحياء بالمدينة حمراء"، وأضاف أنه قبل أن تدافع الشركة عن جودة الماء لا بد أن يعرف الجميع الكيفية التي عالجت بها هذه المشكلة، وأوضح أنه مستعد لجلب مياه ملوثة تخص شهر أبريل لهذه السنة. "ليدك" خرجت في حملات إعلانية مكثفة أكدت من خلالها على براءتها من هذه التهمة، مؤكدة أن الماء الموزع مطابق للمعايير الصحية المعمول بها، وأن مراقبة جودة الماء الشروب الموزع تتم على مدار 24 ساعة، وخلال أيام الأسبوع كلها، وأنه يتم إصدار نشرة خلال كل ستة أشهر حول جودة الماء الموزع. وبخصوص البنيات التحتية للماء الشروب في الدارالبيضاء يوجد 29 خزانا وصهريج ماء تمثل مخزونا مجموعه 330 624 مترا مكعبا (احتياطي ذاتي لأكثر من 28 ساعة)، و21 محطة للضخ وأجهزة رفع الضغط و5.032 كلم من القنوات، و200.000 ربط بالشبكة. ومنذ سنة 1997 تاريخ حصول شركة "ليدك" على التدبير المفوض لقطاع الماء والتطهير السائل في الدارالبيضاء والجدل يرافق عمل هذه الشركة في الدارالبيضاء، إذ لا يتردد مستشارون في الأغلبية والمعارضة في توجيه أصابع الاتهام إلى هذه الشركة، الأمر الذي جعل مديرها يصر على حضور إحدى دورات المجلس الجماعي للدفاع عن استراتيجية شركته في الدارالبيضاء، إلا أن كل الكلام الذي قاله مدير هذه الشركة لم يكن كافيا لإيقاف الحرب التي يخوضها هؤلاء المستشارون من حين لآخر في حق هذه الشركة، التي لم تستبعد مصادر إحداث شركة للتنمية المحلية قريبا لمراقبة أشغالها.