تتوجّه أنظار المراقبين للمشهد السياسي الوطني إلى ما سيقع اليوم من أطوار في العملية السياسية داخل قبة البرلمان بعد افتتاح دورة أبريل، حيث من المنتظر أن يشهد مجلس النواب تنافسا حادّا بين مرشّح الأغلبية رشيد الطالبي علمي (التجمع الوطني للأحرار) ومرشّح المعارضة كريم غلاب (حزب الاستقلال). وفي الوقت الذي أوضح كريم غلاب أن ترشحه لرئاسة مجلس النواب لحظة ديمقراطية لصيانة مبدأ فصل السلط، قال رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، عبد الله بوانو، في تصريح ل«المساء» إن هذه التصريحات التي تعبّر عن نزعة تحكمية «يوهم صاحبها نفسه بكونه يتمتّع بنفوذ وكفاءات خارقة قد تقوده إلى استقطاب المعارضة والأغلبية، لكنّه ينسى أن هذا يتنافي مع الأعراف الديمقراطية، ويجعلنا أمام قراءة سطحية للفصل الأول من الدستور». وفي إشارات مبطّنة لمرشّح المعارضة قال القيادي المذكور إن السياسي والمناضل الحقيقي لا يمكن أن ينظر إلى هندسة المشهد السياسي من زاوية الحسابات التقنية، قائلا: «إننا لا نحتاج إلى تذكير غلاب بكون انتخابه رئيسا للمجلس في الفترة السابقة جاء بعد اقتراحه في دجنبر 2011 ضمن مفاوضات رسمية بين مكونات الأغلبية، وهو يعلم جيدا حجم المعركة التي خاضتها من أجله الأغلبية آنذاك». وأوضح بوانو أن «الرأي العام وكل فئات وشرائح المجتمع، الحريصة على نجاح المسار الديمقراطي ببلادنا، يجب أن تكون مطمئنة لكون مكونات الأغلبية البرلمانية متراصة ومنسجمة». يُشار إلى أن أعضاء مجلس النواب سيحسمون مساء اليوم، بعد افتتاح دورة أبريل، في منصب رئاسة البرلمان، وتجديد باقي هياكل مكتب مجلس النواب، وتراهن قيادات المعارضة على الحضور المكثف لنوابها، بينما تتخوف مكونات الأغلبية من تسجيل غيابات مفاجئة، خاصة في صفوف حزب مرشّح الأغلبية والحركة الشعبية.