تسببت الخطبة الموحدة التي ألقيت في مختلف مساجد المملكة حول «حوادث السير» في إعفاء أحد أكبر خطباء المساجد بمدينة فاس. وقالت المصادر إن إمام مسجد «بدر» توصل بقرار الإعفاء يوم الخميس الماضي، ما حرم العشرات من المصلين الذين يأتون من مختلف الأحياء لمتابعة خطبه، وتم تعويضه بإمام شاب. ووجهت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية استفسارا للإمام حول ملابسات «رفضه» إلقاء خطبة موحدة حول حوادث السير في المغرب، في إطار تخليد المغرب لليوم الوطني للحد من حوادث السير، قبل أن تقرر الوزارة اتخاذ القرار، بالرغم من أن الخطيب رد على تساؤلات الوزارة، بما يكفي من الحجج لتبرير «تأجيل» إلقاء هذه الخطبة الموحدة. وذكرت المصادر بأن الخطيب ادريس الخرشافي، وهو أستاذ جامعي يدرس بكلية الشريعة بفاس، والتي تتبع لجامعة القرويين، كان يلقي خطبه على شكل «سلسلة» من المحاضرات، واستعصى عليه تأجيل جزء من خطبه المتسلسلة، لإلقاء خطبة موجهة من قبل الوزارة الوصية حول حوادث السير، فيما اعتبرت وزارة التوفيق أن هذا «التصرف» مناف لعمل الأئمة في المساجد، تورد المصادر. وتلقى عدد من المصلين قرار الإعفاء بكثير من الاستغراب، والرفض، موردين بأن هذا الخطيب معروف باجتهاداته في خطب الجمعة، ما جعل مسجد «بدر» يتحول إلى وجهة مهمة للمصلين بمدينة فاس. وقد سبق لوزارة الأوقاف أن اتخذت قرارا في منتصف سنة 2013، يقضي بتوقيف خطيب مسجد الإمام علي بوسط المدينة بعدما اعتلى منبر الخطابة، ووجه انتقادات حادة لمهرجاني موازين بالرباط والموسيقى الروحية بمدينة فاس، موردا بأن مثل هذه المهرجانات تتسبب في إفساد الأخلاق، وإهدار المال العام. ويشتغل هذا الخطيب أيضا في جامعة القرويين كمحافظ. وعبر عدد من المصلين، حينئذ، عن امتعاضهم من قرار توقيف الخطيب، أحمد الخمليشي، فيما بررت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القرار بكون الخطيب تجاوز مهمته كخطيب، وفق ما تنص عليه القوانين المؤطرة لعمل الأئمة في المغرب.