شهادات صادمة أدلى بها مزارعو الكيف بباب برد نواحي الشاون مساء أول أمس الأحد في اللقاء الذي نظمه حزب الأصالة والمعاصرة حول تقنين الكيف. الشهادات التي تخرج إلى العلن لأول مرة حملت في طياتها اتهامات ثقيلة إلى عناصر الدرك الملكي بالابتزاز وحرق الحقول دون وجه حق «والمطالبة بعمولات للسماح بزراعة الكيف» علاوة على «الاضطهاد المسلط على سكان المنطقة بسبب الشكايات المجهولة والمبحوث عنهم في قضايا تتعلق بزراعة المخدرات». وقال مزارعو الكيف، إنهم الحلقة الأضعف في سلسلة الاتجار في القنب الهندي «بمشقة الأنفس نجد الزبناء بالثمن الذي يريدونه، وكل ما نجنيه نقتات به طوال السنة» كيف يمكن أن نعيش في ظل الخوف والرعب من كل شيء، لا حق لنا في الوثائق الرسمية، ولا حق لنا في المعاشرة الزوجية؟ وماذا تنتظرون من أولادنا، الذين يتربون في هذه الشروط؟..نحن نزرع الكيف بالكريدي ولا نسدد القروض إلا بعد عملية شاقة». وبدا واضحا من خلال شهادات المزارعين أن ثمة تخوفا كبيرا من الانخراط في عملية التقنين «أنتم تتحدثون مع أناس خائفين من كل شيء ولا يثقون في أي أحد، نحن لا نريد شيئا سوى رفع التهميش، ونعيش في كرامة، كفى من حياة الخوف». في السياق نفسه، وجه عبد الحكيم بنشماس، رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة انتقادات حادة إلى قوات الدرك الملكي قائلا في هذا الصدد «لا يمكن أن نوزع الاتهامات المجانية لأي كان، إذ هناك رجال درك وسلطة شرفاء يحكمون ضميرهم، هؤلاء نشد على أياديهم ونحييهم، لكن لابد من فتح تحقيق عاجل في الاتهامات التي وردت في الشهادات لرفع الظلم الذي يتعرض له المواطنون البسطاء». وتابع بنشماس هجومه قائلا: «نطالب بفتح تحقيق في قضية تهديد المزارعين ب«الفردي» وابتزازهم عن طريق القول»أنا رجل استخبارات». وأطالب من السيد وزير الداخلية والوكيل العام لدى المحكمة الابتدائية بالشاون أن ينظرا في هذه الاتهامات الخطيرة الحاطة بالكرامة الإنسانية. من جهة أخرى، قال حكيم بنشماس إن حزبه يحضر مقترح قانون يقضي بالعفو عن المبحوث عنهم في قضايا زراعة الكيف، بالإضافة إلى مشروع قانون آخر يتعلق بالاعتقال الاحتياطي، قائلا في هذا الصدد» لقد حان الوقت لكسر الخوف والرعب المسلط على أبناء المنطقة، نعرف جيدا أن قبيلة صنهاجة وأغمارة وبني أحمد، تحولت إلى سجن كبير بدون جدران، وعلى شباب المنطقة أن يضع يده في أيدينا لكسر جدار الخوف، فكيف يعقل أن يمنع المواطنون من ارتياد الأسواق والإدارات والعيش في خوف دائم». من جهته، فجر بنشماس قنبلة من العيار الثقيل حينما قال إن»الحزب لم يأت إلى المنطقة من باب المزايدات الانتخابية كما يتوهم البعض، بل لأننا نتوفر على تسجيلات تثبت ابتزاز الفلاحين والمزارعين والعاملين في حقول الكيف، وهي تسجيلات تعري الواقع الحقيقي لآلاف المواطنين بالمنطقة، ونوجه رسالة مفتوحة إلى السيد حسني بنسليمان للتحقيق في الموضوع».