تعتبر الغيرة من بين الأمراض النفسية الخطيرة التي تصيب الطفل في المرحلة الأولى من حياته، قد يعاني منها الأبوان الأمرين حين تسلب راحهتما، وقد تبدو لهما – أي الغيرة - واضحة في سنواته الأولى، ثم تختفي مظاهرها - فقط - بعد السابعة، حيث يتصوران أنه أصبح كبيراً لا يغار، وهذا خطأ، لأنه في هذه المرحلة يقل اهتمامه واعتماده عليهما، وذلك حين يجد له وسطاً غير أسرته بين أصدقائه ورفاقه، في المدرسة أو جيرانه. هي – أي الغيرة - حالة انفعالية يشعر بها الشخص، ويحاول إخفاءها، ولا تظهر إلا من خلال أفعال سلوكية يقوم بها .. وهى مزيج من الإحساس بالفشل وانفعال الغضب، إضافة إلى أنها تصنَّف ضمن المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب، ولذلك يجب على الوالدين تقبل ذلك كحقيقة واقعة، وفى الوقت نفسه لا تسمح بزيادتها، فالقليل من الغيرة حافز على المنافسة والتفوق، أما الكثير منها فمضر لشخصية الطفل ونموِّه. وقبل التطرق لأشكال العلاج تعالَ نتعرف على بعض أسبابها: -المقارنة بين طفل وآخر والتفريق في المعاملة بين الأطفال وبعضهم البعض سبب أساسي في حدوث مشكلة الغيرة. - ضعف ثقة الطفل بنفسه تشعره بالإحباط ومن ثم بالغيرة. -الشعور بالنقص لدى الطفل يدفعه للغيرة خاصة إذا كانت جوانب النقص ترجع لعيوب جسمية أو عقلية. -عدم سماح الأهل للطفل بإظهار مشاعر الغيرة على نحو سليم يساهم في كبت هذه المشاعر مما يعزز لدى الطفل الإحساس بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه، فيزداد لديه الإحباط وعدم الثقة بالنفس -عقاب الطفل الجسدي بالضرب، إذا أظهر غيرته نحو أخيه مما يزيد لدى الطفل مشاعر الغيرة السلبية، والتي تظهر على شكل عداء نحو أخيه. أما عن وسائل التعامل مع الغيرة عند الأطفال فإليك بعضها: -إشعار الطفل بقيمته ومكانته في الأسرة والمدرسة وبين الزملاء - تعليمه منذ الصغر أن الحياة أخذ وعطاء، وأنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين. - تعويده على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه الآخرين . -بعث الثقة في نفسه وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده. - إقامة العلاقات بينه وبين أقرانه على أساس المساواة والعدل، دون تميز أو تفضيل أحد على آخر، مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته -حزم الآباء فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لديه، فلا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائد بتلك المشاعر، كما أنه لا ينبغي إغفال الطفل الذي لا ينفعل ولا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقاً. -عدم إهمال الطفل الكبير في حالة ولادة طفل جديد، ولا يجوز إعطاء الطفل الصغير عناية أكثر مما يلزمه، والذي يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود، وكثرة الالتصاق الجسمي الذي يضر المولود أكثر مما يفيده.