يصبح الطفل غيورا أكثر عندما تنجب والدته الطفل الثاني، حيث يتضاعف اهتمامها به في الوقت الذي كان فيه هو محور اهتمامها وعنايتها، ولعلاج الغيرة أو للوقاية من آثارها السلبية تقول الأخصائية التربوية الأستاذة شادية التازي: «لا بد أولا من التعرف على أسباب هذه المشكلة وعلاجها أولا بإشعار الطفل بقيمته ومكانته في الأسرة والمدرسة وبين الزملاء، وتعويده على مشاركة غيره في حب الآخرين، وتعليمه أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر، وأن على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين، وكذا تعويده على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه الآخرين، وبعث الثقة في نفسه وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده، وتعويده على تقبل التفوق والهزيمة، حيث يعمل على تحقيق النجاح ببذل المجهود المناسب دون غيرة من تفوق الآخرين عليه، بالصورة التي تدفعه إلى فقد الثقة بنفسه، وإن كان طفلا أنانيا يجب تعويده على احترام وتقدير الآخرين، ومشاركة الأطفال في اللعب وفي ما يملكه من أدوات». ما هي مسؤولية الآباء في مثل هذه الحالات؟ كجواب على هذا السؤال تقول الأستاذة شادية تازي: «يجب على الآباء أن يكونوا حازمين في ما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل، ومن هذا المنطلق لا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائد بتلك المشاعر، ولا ينبغي إغفال الطفل الذي لا ينفعل، والذي لا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقا، وفي حالة ولادة طفل جديد في الأسرة لا يجوز إهمال الطفل الكبير والاهتمام بالصغير بصورة مبالغ فيها، فالذي يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود وكثرة الالتصاق الجسمي الذي يضر المولود أكثر مما ينفعه، فواجب الآباء هو إعداد الطفل تدريجيا ليكون مستعدا لقدوم هذا المولود، وعدم المبالغة في الاهتمام بواحد منهما على حساب الآخر لأن لكل حقه في العناية والاهتمام، كما يجب على الآباء التوقف عن المقارنة الصريحة، واعتبار أن لكل طفل شخصية مستقلة لها سلبياتها ومزاياها الخاصة بها، والحرص على المساواة في المعاملة بين الذكر والأنثى، لأن التفرقة في المعاملة تؤدي إلى شعور الأولاد بالغرور، حيث تنمو عند الفتيات غيرة تظهر أعراضها في صور أخرى في مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال وعدم الثقة بهم».