أقدم تلميذ يدرس بإعدادية «جابر ابن حيان» بسيدي يحيى الغرب، صباح أول أمس، على توجيه لكمات قوية لأستاذه لمادة التربية البدنية، مسببا له نزيفا حادا على مستوى الأنف، قبل أن يسقطه أرضا ويواصل اعتداءه عليه، احتجاجا على معاتبة الأستاذ له على تأخره عن الحصة المقررة. وكشف مصدر حقوقي أن الأستاذ عبد الجليل فراح، أصيب بجرح غائر في أنفه بعد هذا الاعتداء الذي وصف بالشنيع، وهو ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستوصف المحلي لتلقي العلاجات الضرورية، حيث سلمت له شهادة طبية حددت مدة العجز الطبي في خمسة وثلاثين يوما. وأضاف المصدر أن عناصر مفوضية أمن سيدي يحيى الغرب اعتقلت التلميذ، وهو من بين التلاميذ الذين استفادوا من استئناف دراستهم بموجب قرار الاستعطاف للموسم الدراسي الجديد، وأخضعته لتدابير الحراسة النظرية، في انتظار استكمال التحقيق معه بشأن ما تعرض له أستاذه من هجوم تسبب له في إصابات بليغة. وتعود تفاصيل الحادث، حسب رواية الضحية، الذي يعمل بإعدادية جابر ابن حيان التابعة لنيابة سيدي سليمان، إلى كون التلميذ المعتدي التحق متأخرا عن موعد الحصة المقررة، دون تقديم اعتذار أو استئذان، وتوجه مباشرة لانتزاع ورقة الغياب ليقوم بشطب اسمه، غير أن هذا التصرف، لم يرق للأستاذ، الذي اقتاده لمكتب الحراسة العامة من أجل معالجة المشكل، قبل أن تتطور الأمور إلى اشتباك بالأيدي ثم اعتداء . وقد نظمت الأطر التربوية والإدارية بالمؤسسة، في اليوم نفسه، وقفة احتجاجية تضامنية مع الأستاذ الضحية، مدعومة ببعض الهيئات النقابية، رفعت خلالها شعارات منددة بهذا السلوك الهمجي، كما طالبت، الجهات الوصية على القطاع، إقليميا وجهويا، بضرورة التحرك العاجل لتوفير الحماية للأساتذة، وضمان سلامتهم الجسدية، في ظل تواتر مثل هذه الاعتداءات، التي أضحت الأطر التربوية عرضة لها سواء من قبل التلاميذ أو أولياء أمورهم أو من الغرباء، الذين يقتحمون حرمة المؤسسات في ظل غياب الحراسة الأمنية.