نجحت معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، في دفع الإدارة إلى القبول أخيرا بالملف المطلبي للطلبة، الذين خاضوا احتجاجات استمرت شهرا شملت أيضا وقفات احتجاجية واعتصامات ومقاطعة الدراسة. وصعد الطلبة احتجاجاتهم منذ يوم الاثنين الماضي، بخوض إضراب عن الطعام مع الاعتصام داخل ساحة المؤسسة، بالإضافة إلى الاستمرار في مقاطعة الدروس والامتحانات الاستدراكية، لترتفع أصوات داعمة لهم من أوساط سياسية وإعلامية، قبل أن ترضخ الإدارة مساء أول أمس للمطالب المرفوعة منذ 4 أسابيع. وسادت أجواء الفرحة ساحة المؤسسة، التي اكتظت بمئات الطلبة المحتجين وأيضا المتعاطفين، والذين أكدوا أن إدارة المدرسة وقعت مع ممثلي الطلبة التزاما بتنفيذ الملف المطلبي في مقابل وقف الإضراب عن الطعام وباقي الأشكال الاحتجاجية. وشرع الطلبة في احتجاجاتهم مباشرة بعد ظهور نتائج الامتحانات، بعدما لم ينجح سوى 10 في المائة فقط من الدارسين في السنتين الثالثة والرابعة في الوصول إلى معدل النجاح، لتعلو أصوات الطلبة الغاضبين بمطالبة الإدارة بتسليمهم أوراق الامتحانات لمراجعتها، بعد أن شككوا في تصحيحها وفي احترام معايير التنقيط، لكن الإدارة رفضت. وتوسعت احتجاجات الطلبة لتشمل إلى جانب نظام وضع الامتحانات والتنقيط، طرق التدريس وغياب الأساتذة و»المحسوبية في توزيع النقاط»، لتنطلق الاحتجاجات التي طالبت الإدارة بإعادة تصحيح الأوراق وإعادة بعض الامتحانات، ومحاسبة الأساتذة الذين يثبت تورطهم في التلاعب بالنقاط والدروس. وبعدما شرع الطلبة في إضرابهم عن الطعام، عبر مجموعة من السياسيين عن تضامنهم معهم، بداية بالبرلماني عن حزب العدالة والتنمية محمد خيي، الذي دعا وزير التعليم العالي، الحسن الداودي، للتدخل لحل المشكلة و»الاستماع إلى مطالب الطلبة بدون وسائط، ثم الأمانة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة، التي حملت المسؤولية لإدارة المؤسسة ورئاسة جامعة عبد المالك السعدي ووزارة التعليم، معربة عن تضامنها مع الطلبة.