قال إسماعيل أقلعي، المدير العام للمعادن الأساسية والكوبالت بمجموعة «مناجم»، إن المجموعة تسعى إلى تحقيق 50 في المائة من رقم معاملاتها مستقبلا من مناجمها الإفريقية، إذ من المنتظر أن يتم إطلاق مجموعة من مشاريع التنقيب في إثيوبيا، ومالي، وساحل العاج وغينيا كوناكري، وهي المشاريع التي تنضاف إلى تلك التي انطلقت في كل من الغابون والسودان وتهم أساسا الذهب، أو تلك المتعلقة باستكشاف الكوبالت والنحاس في الكونغو والكونغو الديموقراطية. وحسب ما كشف عنه أقلعي فمجموعة «مناجم» تسعى إلى نقل خبرتها التي راكمتها على مدار 85 سنة في القطاع المنجمي بشكل عام، فضلا عن تقاسم خبرتها في الإنتاج وبراءات الاختراع التي حصل عليها خبراء المجموعة بفضل الجهود المبذولة في مجال البحث العلمي عبر مركزها للأبحاث «Reminex» وهي البحوث التي تخصص لها غلافا ماليا سنويا يصل إلى 250 مليون درهم». أقلعي الذي كان يتحدث خلال زيارة نظمتها المجموعة لمنجمي درع لصفر وكَماسة بمراكش، نهاية الأسبوع الماضي، قال أيضا إن المجموعة تروم الرفع من إنتاجية وحداتها الوطنية وعلى رأسها منجم «دراع لصفر»، الذي يضم مخزونات من مادة الكوبالت والزنك والنيكل والنحاس، مضيفا أن منجم دراع لصفر يعد الأعمق بشمال إفريقيا، إذ يصل عمقه إلى ألف متر، ومكن من حفر نفق لاستخراج هذه المعادن على طول 11 كيلومترا باستثمار إجمالي ناهز 150 مليون درهم فضلا عن أنه منجم حاصل على شهادة OHSAS نسخة 2007 لمعايير نظام إدارة الصحة المهنية والسلامة. ويرتقب أن يساهم المشروع الجديد، في رفع إنتاج هذا الموقع بحوالي 300 ألف طن في السنة لينتقل من حوالي 730 ألف طن إلى مليون طن سنويا خلال السنوات الثلاث المقبلة، والسماح برفع مدة استغلال الموقع لتتجاوز 10 سنوات في الوقت الراهن. زيادة على ذلك، طورت المجموعة، مشاريع أخرى بموقع «كماسة»، الذي يقع على بعد 30 كيلومترا من مراكش، ويتعلق الأمر بست وحدات للصناعات المعدنية تتخصص في تثمين خامات الكوبالت والزنك والنيكل والنحاس والمعادن الثمينة وبشكل خاص الذهب والفضة، عبر معالجة الخامات بالمحاليل المائية، فضلا عن أنه يعتبر من أولى الوحدات الحاصلة منذ سنة 2002 على شهادة المطابقة إيزو 140001 لمعايير البيئة. وحسب ما كشف عنها مسؤولو المركب الصناعي لكماسة، فالوحدة متخصصة كذلك في إنتاج الحامض الكبريتي وأوكسيد الحديد، وقد مكنت التقنية المعتمدة فيها من تثمين نفايات منجم كماسة، وتوفير ضعف احتياجاتها من المادة الأولى و50 في المائة من احتياجاتها الطاقية الخاصة بنشاطها المعدني، ما مكن من تأمين التزود بالحامض الكبريتي، الذي أثر خلال السنوات الماضية على إنتاجية المنجم بسبب التوقفات التي عانى منها نتيجة نفاد مخزونات هذه المادة، وتزويد المقاولات الوطنية وبشكل أساسي «مجمع الفوسفاط»، بالإضافة على تطوير مشاريع أخرى بفضل ارتفاع إنتاج هذه المادة، وتحقيق 10 في المائة من رقم معاملات المجموعة». على صعيد متصل كشفت المجموعة النقاب عن عدد من المشاريع التنموية التي تشرف عليها بعدد من الدواوير المحيطة بالوحدات الصناعية بكماسة، وهي مشاريع تدخل حسب مسؤولي المجموعة ضمن سياستها للمسؤولية الاجتماعية ضمن برنامجها للتضامن المنجمي الذي يهدف إلى تنمية المجتمعات المحيطة بالمناجم. وترتكز هذه الأنشطة أساسا على دعم تمدرس الأطفال، ومحاربة الأمية في أوساط النساء، فضلا عن دعم الأنشطة الحرفية النسوية بما يمكن من الرفع من مستوى عيش سكان هذه الدواوير ودعم عدد من الجمعيات التنموية العاملة بالمنطقة.